جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{لَّيۡسَ بِأَمَانِيِّكُمۡ وَلَآ أَمَانِيِّ أَهۡلِ ٱلۡكِتَٰبِۗ مَن يَعۡمَلۡ سُوٓءٗا يُجۡزَ بِهِۦ وَلَا يَجِدۡ لَهُۥ مِن دُونِ ٱللَّهِ وَلِيّٗا وَلَا نَصِيرٗا} (123)

{ ليس{[1128]} بأمانيّكم ولا أمانيّ أهل الكتاب } أي : ليس الدين بالتمني نزلت في المسلمين واليهود حين افتخروا فقال اليهود : نبينا وكتابنا قبل ونحن أولى منكم بالله ، وقال المسلمون : نحن أولى نبينا خاتم النبيين وكتابنا يقضي على جميع الكتب ، وقال مجاهد قالت العرب : أي : المشركون لن نبعث ولن نعذب ، وقالت اليهود والنصارى : لن يدخل الجنة إلا من كان هودا أو نصارى فنزلت { من يعمل سوءا يُجز به } ما في الدنيا أو في الآخرة ، وقد صح المصائب{[1129]} والأمراض في الدنيا جزاء { ولا يجد له من دون الله وليا ولا نصيرا{[1130]} } يواليه وينصره من عذاب الله .


[1128]:ولما بين أن الشيطان يعدهم ويمنيهم، ومن أمنيته المشركين: أن لا عذاب ولا حساب ومن أمنيته أهل الكتاب: أنهم أحباء الله تعالى آيسهم عن كواذب تمنيتهم فقال: (ليس بأمانيكم)/12 وجيز.
[1129]:لما نزلت قال الصديق: ما أشد هذه الآية جاءت قاصمة الظهر فقال صلى الله عليه وسلم: (إنما هي المصيبات في الدنيا) رواه الترمذي وأحمد وابن حبان/12 وجيز. [هذا لفظ ابن جرير في (تفسيره) كما قال السيوطي في (الدر المنثور) (2/302) وليس لفظ الترمذي وأحمد وابن حبان].
[1130]:قال ابن عباس يريد وليا يمنعه ولا نصيرا ينصره، فإن قلنا: إن هذه الآية خاصة في حق الكفار فتأويلها ظاهر، وإن قلنا: إنها في حق كل عامل سوء مسلم وكافر، فإنه لا ولي لأحد من دون الله يوم القيامة ولا ناصر، فالمؤمنون لا ولي لهم غير الله، وشفاعة الشافعين تكون بإذن الله فليس يمنع أحد أحدا من الله/12 الباب التأويل للشيخ علاء الدين علي بن محمد المعروف بالخازن/12/ وشفاعة الأنبياء والملائكة في حق العصاة إنما تكون بإذن الله وإذا كان كذلك فلا ولي لأحد إلا الله سبحانه وتعالى/12 كبير.