تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان  
{فَاطِرُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۚ جَعَلَ لَكُم مِّنۡ أَنفُسِكُمۡ أَزۡوَٰجٗا وَمِنَ ٱلۡأَنۡعَٰمِ أَزۡوَٰجٗا يَذۡرَؤُكُمۡ فِيهِۚ لَيۡسَ كَمِثۡلِهِۦ شَيۡءٞۖ وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡبَصِيرُ} (11)

فاطر السموات والأرض : خالقهما ومبدعهما .

من أنفسكم أزواجا : من جنسكم ، وعبّر بأنفسكم لأن أقرب شيء إلى الإنسان زوجته . ومن الأنعام أزواجا : ذكراً وأنثى .

يذرؤكم فيه : يكثركم بهذا التدبير المحكم ، ذرأ الله الخلق : بثّهم وكثّرهم .

الله ربي وربكم خالقُ السموات والأرض على أحسن مثال .

{ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً وَمِنَ الأنعام أَزْواجاً يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ }

خلق لكم من جنسكم زوجاتٍ لتسكنوا إليها . . . . وعبّر بقوله « من أنفسكم » لأن أقربَ إنسان للمرء هي زوجته ، فكأنها منه ومن نفسه . وخلق لكم من الأنعام أزواجا ذكورا وإناثا .

{ يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ }

لتتناسلوا وتكثروا بهذا التدبير المحكم .

ثم بين بعد ذلك أنه مخالفٌ لكل الحوادث لا يشبهه شيء { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ } ، { وَهُوَ السميع البصير } ، السميع لما يجري وينطِق به الخلقُ ، والبصيرُ بأعمالهم ،