قوله تعالى : { يومئذ يصدر الناس أشتاتا } أي فرقا ، جمع شت . قيل : عن موقف الحساب ، فريق يأخذ جهة اليمين إلى الجنة ، وفريق آخر يأخذ جهة الشمال إلى النار ، كما قال تعالى : { يومئذ يتفرقون }{[16274]} [ الروم : 14 ] { يومئذ يصدعون }{[16275]} [ الروم : 43 ] . وقيل : يرجعون عن الحساب بعد فراغهم من الحساب . { أشتاتا } يعني فرقا فرقا . { ليروا أعمالهم } يعني ثواب أعمالهم . وهذا كما روي عن النبي صلى اللّه عليه وسلم أنه قال : " ما من أحد يوم القيامة إلا ويلوم نفسه ، فإن كان محسنا فيقول : لم لا ازددت إحسانا ؟ وإن كان غير ذلك يقول : لم لا نزعت عن المعاصي " ؟ وهذا عند معاينة الثواب والعقاب . وكان ابن عباس يقول : { أشتاتا } متفرقين على قدر أعمالهم : أهل الإيمان على حدة ، وأهل كل دين على حدة . وقيل : هذا الصدور إنما هو عند النشور ، يصدرون أشتاتا من القبور ، فيصار بهم إلى موقف الحساب ليروا أعمالهم في كتبهم ، أو ليروا جزاء أعمالهم ، فكأنهم وردوا القبور فدفنوا فيها ، ثم صدروا عنها . والوارد : الجائي ، والصادر : المنصرف . { أشتاتا } أي يبعثون من أقطار الأرض . وعلى القول الأول فيه تقديم وتأخير ، مجازه : تحدث أخبارها ، بأن ربك أوحى لها ، ليروا أعمالهم . واعترض قوله { يومئذ يصدر الناس أشتاتا } متفرقين عن موقف الحساب . وقراءة العامة " ليروا " بضم الياء ، أي ليريهم اللّه أعمالهم . وقرأ الحسن والزهري وقتادة والأعرج ونصر بن عاصم وطلحة بفتحها ، وروي ذلك عن النبي صلى اللّه عليه وسلم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.