نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{يَوۡمَئِذٖ يَصۡدُرُ ٱلنَّاسُ أَشۡتَاتٗا لِّيُرَوۡاْ أَعۡمَٰلَهُمۡ} (6)

ولما أخبر تعالى بإخراج الأثقال التي منها الأموات ، اشتد التشوف إلى هيئة ذلك الإخراج وما يتأثر عنه ، فقال مكرراً ذكر اليوم زيادة في التهويل : { يومئذ } أي إذ كان ما تقدم وهو حين يقوم الناس من القبور { يصدر } أي يرجع رجوعاً هو في غاية السرعة والاهتداء إلى الموضع الذي ينادون منه ، لا يغلط أحد منهم فيه ، ولا يضل عنه { الناس } من قبورهم إلى ربهم الذي كان لهم بالمرصاد ليفصل بينهم { أشتاتاً * } أي متفرقين بحسب مراتبهم في الذوات والأحوال ، من مؤمن وكافر ، وآمن وخائف ، ومطيع وعاص .

ولما ذكر ذلك ، أتبعه علته ، فقال بانياً للمفعول على طريقة كلام القادرين : { ليروا } أي يرى الله المحسن منهم والمسيء بواسطة من يشاء من جنوده ، أو بغير واسطة حين يكلم سبحانه وتعالى كل أحد من غير ترجمان ولا واسطة كما أخبر بذلك رسوله صلى الله عليه وسلم . { أعمالهم * } فيعلموا جزاءها ، أو صادرين عن الموقف كل إلى داره ليرى جزاء عمله .