{ مثلهُمْ } مرتفع بالابتداء ، وخبره إما الكاف في قوله { كَمَثَلِ } لأنها اسم : أي مثل ، مثل كما في قول الأعشى :
أتنتهون ولن تنهى ذوى شطط *** كالطعن يذهب فيه الزيت والفتل
ورحنا بِكَابنِ الماء يجنب وسطنا *** تصوّب فيه العين طوراً وترتقي
أراد مثل الطعن وبمثل ابن الماء ، ويجوز أن يكون الخبر محذوفاً ، أي مثلهم مستنير كمثل ، فالكاف على هذا حرف . والمثل : الشبه ، والمثلان : المتشابهان و { الذى } موضوع موضع الذين : أي كمثل الذين استوقدوا ، وذلك موجود في كلام العرب ، كقول الشاعر :
وإن الذي حانت بفلج دماؤهم *** هم القوم كل القوم يا أمّ خالد
ومنه { وَخُضْتُمْ كالذي خَاضُوا } [ التوبة : 69 ] ومنه { والذى جَاء بالصدق وَصَدَّقَ بِهِ أُوْلَئِكَ هُمُ المتقون } [ الزمر : 33 ] . ووقود النار : سطوعها وارتفاع لهبها ، و { استوقد } بمعنى أوقد مثل استجاب بمعنى أجاب ، فالسين والتاء زائدتان ، قاله الأخفش . ومنه قول الشاعر :
ودَاعٍ دَعا يا من يُجيب إلى الندا *** فلم يَسْتَجِبْهُ عند ذاك مُجيبُ
أي : يجبه . والإضاءة فرط الإنارة ، وفعلها يكون لازماً ومتعدياً . و { مَا حَوْلَهُ } قيل ما زائدة . وقيل هي موصولة في محل نصب على أنها مفعول أضاءت وحوله منصوب على الظرفية ، و { ذَهَبَ } من الذهاب ، وهو زوال الشيء . و { تركهم } أي : أبقاهم { في ظلمات } جمع ظلمة . وقرأ الأعمش بإسكان اللام على الأصل . وقرأ أشهب العقيلي بفتح اللام ، وهي عدم النور .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.