لطائف الإشارات للقشيري - القشيري  
{لَمۡ يَكُنِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنۡ أَهۡلِ ٱلۡكِتَٰبِ وَٱلۡمُشۡرِكِينَ مُنفَكِّينَ حَتَّىٰ تَأۡتِيَهُمُ ٱلۡبَيِّنَةُ} (1)

مقدمة السورة:

قوله جل ذكره : { بسم الله الرحمان الرحيم } .

" بسم الله " : اسم عزيز تنصل إليه المذنبون فغفر لهم وجبهم ، وتوسل إليه المطيعون فوصلهم ونصرهم .

تعرف إليه العارفون فبصرهم ، وتقرب منه العارفون فقربهم . . . لكنه – سبحانه – في جلاله حيرهم .

قوله جلّ ذكره : { لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الكِتَابِ وَالمُشْرِكِينَ مُنفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ } .

" منفكين " : مُنْتَهين عن كفرهم حتى تأتيهم البيَّنة ، وهي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أي لم يزالوا مجتمعين عَلَى تصديقه ؛ لِمَا وَجَدوه في كُتُبهم إلى أنْ بَعَثَه الله تعالى . فلمّا بَعَثَه حسدوه وكفروا .