قوله : { لم يكن الذين كفروا }( {[76893]} ) إلى آخرها .
معناه : لم يكن الكفار من أهل الكتاب وغيرهم من عبدة الأوثان منتهين عن كفرهم حتى يأتيهم القرآن( {[76894]} ) .
قال مجاهد : معناه : لم يكونوا لينتهوا( {[76895]} ) حتى يتبين لهم الحق( {[76896]} ) .
وقيل : معناه : لم يكونا تاركين ما عندهم من ذكر محمدy( {[76897]} ) حتى يظهر ، فلما ظهر تفرقوا واختلفوا( {[76898]} ) .
وقال عطاء( {[76899]} ) : لم يكونوا زائلين عما هم( {[76900]} ) عليه حتى ] يجيئهم[ ( {[76901]} ) الرسول ( فيبين( {[76902]} ) لهم ضلالهم( {[76903]} ) .
وقيل : معناه : لم يكونوا متفرقين( {[76904]} ) إلا إذا جاءهم الرسول ، لأنهم فارقوا ما كان عندهم من صفة الرسول( {[76905]} ) وكفروا بعد البيان ، فيكون { منفكين } على هذا من : انفك الشيء ] من الشيء[ ( {[76906]} ) ، إذا فارفه ، فلا ] يحتاج[ ( {[76907]} ) إلى خبر ، وعلى القول الأول( {[76908]} ) –وهو بمعنى زائلين- ] فيحتاج[ ( {[76909]} ) إلى خبر( {[76910]} ) . وإنما عطف " المشركين " على " أهل " ولم يعطفوا على " الذين كفروا " فيرفعوا( {[76911]} ) ، لأن المعنى يتغير ، فيصير الصنفان( {[76912]} ) كلاهما من أهل الكتاب الذين كفروا والمشركين( {[76913]} ) ، وليس كذلك هما( {[76914]} ) ، إنما هما( {[76915]} ) صنفان : كفار من أهل الكتاب ومشركون( {[76916]} ) من عبدة الأوثان ، فلا بد من العطف على " أهل " ، فبذلك يتم المعنى ، يكون الذين كفروا ( من أهل الكتاب )( {[76917]} ) غير المشركين من عبدة الأوثان . ولو رفعت " المشركين " لصار الجميع( {[76918]} ) كلهم من أهل الكتاب ، وليس المعنى على ذلك .
وقوله : { حتى تاتيهم البينة } أي : حتى يأتيهم محمد صلوات الله عليه . وقد بين البينة ما هي ، فقال : { رسول من الله } " فرسول " بدل من " البينة " . وفي حرف أُبي( {[76919]} ) : " رسول " بالنصب على الحال( {[76920]} ) .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.