بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{وَيَجۡعَلُونَ لِلَّهِ مَا يَكۡرَهُونَۚ وَتَصِفُ أَلۡسِنَتُهُمُ ٱلۡكَذِبَ أَنَّ لَهُمُ ٱلۡحُسۡنَىٰۚ لَا جَرَمَ أَنَّ لَهُمُ ٱلنَّارَ وَأَنَّهُم مُّفۡرَطُونَ} (62)

ثم قال : { وَيَجْعَلُونَ } ، أي : يصفون ، ويقولون ، { لِلَّهِ مَا يَكْرَهُونَ } ، لأنفسهم ، وهو : البنات ، { وَتَصِفُ أَلْسِنَتُهُمُ الكذب } ، أي : يقولون الكذب { أَنَّ لَهُمُ الحسنى } ، أي : الذكور من الولد .

ويقال : الجنة ، أي : يصفون لأنفهسم مع أعمالهم القبيحة ، أن لهم في الآخرة الجنة .

ثم قال : { لاَ جَرَمَ } ، يعني : حقاً ، ويقال : لا بد ، ولا محالة ، { أَنَّ لَهُمُ النار } ، وهو كقوله : { أَمْ حَسِبَ الذين اجترحوا السيئات أَن نَّجْعَلَهُمْ كالذين ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ الصالحات سَوَآءً محياهم ومماتهم سَآءَ مَا يَحْكُمُونَ } [ الجاثية : 21 ] ، { وَأَنَّهُمْ مُّفْرَطُونَ } ، قرأ نافع : بكسر الراء . يعني : أفرطوا في القول ، وأفرطوا في المعصية . وقرأ الباقون : { مُّفْرَطُونَ } ، بفتح الراء ، أي : متروكون في النار . ويقال : منسيون في النار ، وهو قول سعيد بن جبير . وقال قتادة : أي : معلجون في النار . ويقال : الفارط في اللغة ، الذي يتقدم إلى الماء ، وهذا قول يوافق قول قتادة .