{ أَهْلَ قََرْيَةٍ } هي إنطاكية . وقيل : الأبلة ، وهي أبعد أرض الله من السماء { أَن يُضَيّفُوهُمَا } . وقرىء : «يضيفوهما » يقال : ضافه إذا كان له ضيفاً . وحقيقته : مال إليه ، من ضاف السهم عن الغرض ، ونظيره : زاره من الازورار . وأضافه وضيفه : أنزله وجعله ضيفه وعن النبي صلى الله عليه وسلم : " كانوا أهل قرية لئاماً " وقيل : شر القرى التي لا يضاف الضيف فيها ولا يعرف لابن السبيل حقه { يُرِيدُ أَن يَنقَضَّ } استعيرت الإرادة للمداناة والمشارفة ، كما استعير الهمّ والعزم لذلك . قال الراعي :
فِي مَهْمَهٍ قَلِقَتْ بِهِ هَامَاتُهَا *** قَلَقَ الْفُئُوسِ إذَا أَرَدْنَ نُصُولاَ
يُرِيدُ الرُّمْحُ صَدْرَ أَبِي بَرَاء *** وَيَعْدِلُ عَنْ دِمَارِ بَنِي عَقِيلٍ
إنَّ دَهْراً يَلِفُّ شَمْلِي بِجُمْلٍ *** لَزَمَانٌ يَهُمُّ بِالإحْسَانِ
وسمعت من يقول : عزم السراج أن يطفأ ، وطلب أن يطفأ . وإذا كان القول والنطق والشكاية والصدق والكذب والسكوت والتمرد والإباء والعزة والطواعية وغير ذلك مستعار للجماد ولما لا يعقل ، فما بال الإرادة ؟ قال :
إذَا قَالَتِ الأَنْسَاعُ لِلْبَطْنِ الْحَقِ ***
تَقُولُ سِنِّي لِلنَّوَاةِ طِنِّي ***
لاَ يَنْطقُ اللَّهْوُ حَتَّى يَنْطِقَ العُودُ ***
وَشَكا إلَيَّ بَعْبرَةٍ وَتَحَمْحُم ***
فَإنْ يَكُ ظَنِّي صَادِقاً وَهْوَ صَادِقِي ***
{ وَلَمَّا سَكَتَ عَن مُّوسَى الغضب } [ الأعراف : 154 ] :
تَمَرَّدَ مَارِدٌ وَعَزَّ الأَبْلَقُ ***
يَأْبَى عَلَى أَجْفَانِهِ إغْفَاءَه *** هَمٌّ إذَا انْقَادِ الْهُمُومُ تَمَرَّدَا
أَبَتِ الرَّوَادِفُ وَالثُّدِيُّ لِقُمْصِهَا *** مَسَّ الْبُطُونِ وَأَنْ تَمَسَّ ظُهُورَا
{ قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ } [ فصلت : 11 ] ولقد بلغني أن بعض المحرفين لكلام الله تعالى ممن لا يعلم ، كان يجعل الضمير للخضر ؛ لأنّ ما كان فيه من آفة الجهل وسقم الفهم ، أراه أعلى الكلام طبقة أدناه منزلة ، فتمحل ليردّه إلى ما هو عنده أصحّ وأفصح ، وعنده أن ما كان أبعد من المجاز كان أدخل في الإعجاز . وانقض : إذا أسرع سقوطه ، من انقضاض الطائر وهو انفعل ، مطاوع قضضته . وقيل : افعلّ من النقض ، كاحمرّ من الحمرة . وقرىء : «أن ينقض » من النقض ، «وأن ينقاص » من انقاصت السن إذا انشقت طولاً ، قال ذو الرمّة :
. . . . . . . . . مِنْقَاصٌ وَمُنْكَثِبُ ***
بالصاد غير معجمة { فَأَقَامَهُ } قيل : أقامه بيده . وقيل : مسحه بيده فقام واستوى . وقيل : أقامه بعمود عمده به . وقيل : نقضه وبناه . وقيل : كان طول الجدار في السماء مائة ذراع ، كانت الحال حال اضطرار وافتقار إلى المطعم ، ولقد لزتهما الحاجة إلى آخر كسب المرء وهو المسألة ، فلم يجدا مواسياً ، فلما أقام الجدار لم يتمالك موسى لما رأى من الحرمان ومساس الحاجة أن { قَالَ لَوْ شِئْتَ لَتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْراً } وطلبت على عملك جعلاً حتى ننتعش ونستدفع به الضرورة وقرىء : «لتخذت » ، والتاء في تخذ ، أصل كما في تبع ، واتخذ افتعل منه ، كاتبع من تبع ، وليس من الأخذ في شيء .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.