{ بَدِيعُ السماوات والأرض } ، أي خالقهما . والإبداع في اللغة : إنشاء شيء لم يُسْبَقْ إليه على غير مثال ولا مشورة . وإنما قيل لمن خالف السنة : مبتدع ، لأنه أتى بشيء لم يسبقه إليه الصحابة ولا التابعون . ومعناه هو خالق السموات والأرض . { وَإِذَا قضى أَمْرًا } ، يعني إذا أراد أن يخلق خلقاً ، { فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ } . ويقال : هذه الآية نزلت في شأن وفد نجران السيد والعاقب وغيرهما . وكانوا يقولون للنبي صلى الله عليه وسلم : هل رأيت خلقاً من غير أب ؟ فنزلت هذه الآية : { وَإِذَا قضى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ } ، كما كان آدم من غير أب وأم ، كذا عيسى ابن مريم خلقه بغير أب . فإن قيل : قوله : { كُنَّ } هذا الخطاب للموجود أو للمعدوم ؟ فإن قال : للمعدوم . قيل له : كيف يصح الخطاب لشيء معدوم ؟ وكيف يصح الإشارة إليه بقوله : { كُنَّ } ؟ فإن قال : الخطاب للموجود . قيل له : كيف يأمر الشيء الكائن بالكون فالجواب عن هذا من وجهين : أحدهما : أن الأشياء كلها كانت موجودة في علم الله تعالى قبل كونها ، فكان الخطاب للموجود في علمه . وجواب آخر : أن معناه إذا قضى أمراً فإنما يقول له : كن فيكون ، يعني إذا أراد أن يخلق خلقاً يخلقه ، والقول فيه على وجه المجاز . قرأ ابن عامر { فَيَكُونُ } بالنصب ، لأن جواب الأمر بالفاء ، وقرأ الباقون بالرفع على معنى الاستئناف بمعنى فهو يكون .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.