بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{وَإِذۡ أَخَذۡنَا مِيثَٰقَكُمۡ وَرَفَعۡنَا فَوۡقَكُمُ ٱلطُّورَ خُذُواْ مَآ ءَاتَيۡنَٰكُم بِقُوَّةٖ وَٱسۡمَعُواْۖ قَالُواْ سَمِعۡنَا وَعَصَيۡنَا وَأُشۡرِبُواْ فِي قُلُوبِهِمُ ٱلۡعِجۡلَ بِكُفۡرِهِمۡۚ قُلۡ بِئۡسَمَا يَأۡمُرُكُم بِهِۦٓ إِيمَٰنُكُمۡ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِينَ} (93)

قوله تعالى : { وَإِذْ أَخَذْنَا ميثاقكم وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطور خُذُواْ مَا آتيناكم بِقُوَّةٍ } ، أي بجد ومواظبة في طاعة الله تعالى { واسمعوا } ، أي قيل لهم اسمعوا ، { قَالُواْ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا } . قال في رواية الكلبي : قالوا : سمعنا قولك وعصينا أمرك ، ولولا مخافة الجبل ما قبلنا . ويقال : إنهم يقولون في الظاهر : سمعنا ، ويضمرون في أنفسهم : وعصينا أمرك . { وَأُشْرِبُواْ فِى قُلُوبِهِمُ العجل بِكُفْرِهِمْ } ، أي جعل حلاوة عبادة العجل في قلوبهم مجازاة لكفرهم . ويقال : حب عبادة العجل فحذف الحب ، وأقيم العجل مقامه ؛ ومثل هذا يجري في كلام العرب . كما قال في آية أخرى : { واسئل القرية التى كُنَّا فِيهَا والعير التي أَقْبَلْنَا فِيهَا وَإِنَّا لصادقون } [ يوسف : 82 ] ، أي أهل القرية ، ثم قال تعالى : { قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُم بِهِ إيمانكم } ، أي بئس الإيمان الذي يأمركم بالكفر . وقال مقاتل : معناه إن كان حب عبادة العجل في قلوبكم يعدل حب عبادة خالقكم ، فبئس ما يأمركم به إيمانكم { إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ } كما تزعمون .