قوله عز وجل : { ثُمَّ لْيَقْضُواْ تَفَثَهُمْ } ، يعني : مناسكهم ؛ وقال مجاهد : التفث حلق الرأس وتقليم الأظفار . وروي عن عطاء ، عن ابن عباس وقال : التفث : الرمي ، والحلق ، والتقصير ، وحلق العانة ، ونتف الإبط ، وقص الأضافير ، والشارب ، والذبح . وروى نافع ، عن ابن عمر رضي الله عنه قال : التفث : ما عليه من المناسك ؛ وقال الزجاج : التفث ، لا يعرف أهل اللغة ما هو ؛ وإنما عرفوا في التفسير ، وهو الأخذ من الشارب ، وتقليم الأظافر ، والأخذ من الشعر ، كأنه الخروج من الإحرام إلى الإحلال .
ثم قال : { وَلْيُوفُواْ نُذُورَهُمْ } ، يقول : من كان عليه نذر في الحج والعمرة مما أوجب على نفسه من هدي أو غيره ؛ فإذا نحر يوم النحر ، فقد أوفى بنذره . ثم قال : { وَلْيَطَّوَّفُواْ بالبيت العتيق } ، يعني : طواف الزيارة ، بعدما حلق رأسه أو قصر ؛ وقال مقاتل : { العتيق } يعني : عتقه في الجاهلية من القتل والسبي والجراحات ، وغيرها ؛ وقال الحسن : { العتيق } يعني : القديم ، كما قال : { إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِى بِبَكَّةَ مُبَارَكاً وَهُدًى للعالمين } [ آل عمران : 96 ] ؛ وقال مجاهد : عتيق ، يعني : أعتق من الجبابرة ، ويقال : أعتق من الغرق يوم الطوفان ؛ وهذا قول الكلبي ؛ وقرأ حمزة والكسائي وعاصم : { لْيَقْضُواْ } بجزم اللام وكذلك { وَلْيُوفُواْ } ؛ وقرأ أبو عمرو الثلاثة كلها بالكسر ، بمعنى لام كي ؛ وقرأ ابن كثير بكسر اللام الأولى خاصة . فمن قرأ بالجزم ، جعلها أمر الغائب ؛ ومن قرأ بالكسر ، جعله خبراً عطفاً على قوله : { لّيَذْكُرُواْ } . وقرأ عاصم في رواية أبي بكر { وَلْيُوفُواْ } بنصب الواو وتشديد الفاء ، وقرأ الباقون بالتخفيف من أوفى يوفي ، والأول من وفَّى يوفّي ؛ ومعناهما واحد .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.