فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{ثُمَّ لۡيَقۡضُواْ تَفَثَهُمۡ وَلۡيُوفُواْ نُذُورَهُمۡ وَلۡيَطَّوَّفُواْ بِٱلۡبَيۡتِ ٱلۡعَتِيقِ} (29)

{ ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ } المراد بالقضاء هنا هو : التأدية ، أي ليؤدوا إزالة وسخهم ، لأن التفث هو : الوسخ والقذارة من طول الشعر والأظفار ، وقد أجمع المفسرون ، كما حكاه النيسابوري ، على هذا . قال الزجاج : إن أهل اللغة لا يعرفون التفث . وقال أبو عبيدة : لم يأت في الشرع ما يحتجّ به في معنى التفث . وقال المبرّد : أصل التفث في اللغة : كل قاذورة تلحق الإنسان . وقيل : قضاؤه ادّهانه لأن الحاج مغبرّ شعث لم يدهن ولم يستحد ، فإذا قضى نسكه وخرج من إحرامه حلق شعره ولبس ثيابه ، فهذا هو قضاء التفث . قال الزجاج : كأنه خروج من الإحرام إلى الإحلال { وَلْيُوفُواْ نُذُورَهُمْ } أي : ما ينذرون به من البرّ في حجهم ، والأمر للوجوب . وقيل : المراد بالنذور هنا أعمال الحج { وَلْيَطَّوَّفُوا بالبيت العتيق } هذا الطواف هو طواف الإفاضة .

/خ29