قوله تعالى : { قَالُواْ سبحانك } أي : تنزيهاً لك { مَا كَانَ يَنبَغِى لَنَا } أي : ما يجوز لنا { أَن نَّتَّخِذَ مِن دُونِكَ مِنْ أَوْلِيَاء } وقرأ الحسن وأبو جعفر المدني أن { نَّتَّخِذَ } بضم النون ونصب الخاء ، ومعناه : ما كان ينبغي لنا أن نتخذ من دونك إلها فيعبد . وقراءة العامة بنصب النون وكسر الخاء ، يعني : ما كان ينبغي لنا أن نتخذ من دونك من أولياء فيعبدوننا . ويقال : معناه ما كان فينا روح نأمرهم بطاعتنا . ويقال : ما كان ينبغي لنا أن نتخذ من دونك من أولياء فنعبدهم ، فكيف نأمر غيرنا بعبادتنا ، كقوله تعالى : { قَالُواْ سبحانك أَنتَ وَلِيُّنَا مِن دُونِهِمْ بَلْ كَانُواْ يَعْبُدُونَ الجن أَكْثَرُهُم بِهِم مُّؤْمِنُونَ } [ سبأ : 41 ] قرأ ابن كثير وعاصم في رواية حفص : { وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ } بالياء . { فَيَقُولُ } بالياء وقرأ ابن عامر كليهما بالنون . وقرأ الباقون الأول بالنون والثاني بالياء .
ثم قال : { ولكن مَّتَّعْتَهُمْ وَءابَاءهُمْ } يعني : أن هذا كان بكرمك وفضلك ، حيث لما عصوك لم تمنع عنهم الدنيا حتى اغتروا بذلك ، وظنوا أنهم على الحق ، حيث لم يصبهم بلاء ولم تمنع منهم النعمة ، فذلك قوله تعالى : { ولكن مَّتَّعْتَهُمْ } يعني : تركتهم في الدنيا يتمتعون ، وأجلتهم وآباءهم في المتاع والسعة . { حتى نَسُواْ الذكر } يعني : تركوا التوحيد والإيمان بالقرآن . { وَكَانُواْ قَوْماً بُوراً } أي هلكى فاسدين . وأصله الكساد يقال : بارت السوق إذا كسدت . وقال الكلبي : بوراً يعني : هالكين ، فاسدة قلوبهم ، غير متقين ، ولا محسنين .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.