ثم إن الله تعالى أخبرهم بما لَقِيَتِ الأنبياءُ والمؤمنون قبلهم فعزَّاهم ليصبروا فقال تعالى سبحانه : { وَكَأَيّن مّن نَّبِي قاتل معهّ } قرأ ابن كثير { وَكَأَيّن } بعد الألف والهمزة ، وقرأ الباقون بغير مد ، ومعناهما واحد . وقرأ نافع ، وابن كثير ، وأبو عمرو : { وكأيِّن من نبي قُتِل } ، بضم القاف وكسر التاء . وقرأ الباقون : { قَاتَلَ } ، فمن قرأ { قاتل } فمعناه كم من نبيّ قاتل معه جموع كثيرة . ومن قرأ { قتل } معناه : وكم من نبي قتل { مَعَهُ } جماعة كثيرة . وقوله : { رِبّيُّونَ كثير } قال الكلبي : الربية الواحدة من عشرة آلاف . وقال الزجاج : هاهنا قراءتان { رُبِّيُّون } بضم الراء ، { ورِبِّيّون } بكسرها ، فأما بالضم فهي الجماعة الكثيرة عشرة آلاف ، وأما الرِّبّيُّون بالكسر العلماء الأتقياء الصبراء على ما يصيبهم في الله تعالى . ويقال : وكأين من نبي قتل يعني : كم من نبيّ قتل وكان معه ربيون كثير .
{ فَمَا وَهَنُواْ } بعد قَتْلِهِ عن القتال ، وما عجزوا بما نزل بهم من قتل أنبيائهم وأنفسهم { لِمَا أَصَابَهُمْ في سَبِيلِ الله وَمَا ضَعُفُواْ } لَعدُوِّهم ، ويقال : وما جبنوا .
ثم قال { وَمَا استكانوا } يقول : وما خضعوا لعدوهم ولكنهم صبروا { والله يُحِبُّ الصابرين } فكأنه يقول للمؤمنين : فهلا قاتلتم مع نبيكم صلى الله عليه وسلم وبعد قتله وإن قتل ، كما قاتلت القرون الماضية من قبلكم إذا أصيبت أنبياؤهم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.