البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{وَكَأَيِّن مِّن نَّبِيّٖ قَٰتَلَ مَعَهُۥ رِبِّيُّونَ كَثِيرٞ فَمَا وَهَنُواْ لِمَآ أَصَابَهُمۡ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ وَمَا ضَعُفُواْ وَمَا ٱسۡتَكَانُواْۗ وَٱللَّهُ يُحِبُّ ٱلصَّـٰبِرِينَ} (146)

كائن : كلمة يكثر بها بمعنى كم الخبرية .

وقلَّ الاستفهام بها .

والكاف للتشبيه ، دخلت على أي وزال معنى التشبيه ، هذا مذهب سيبويه والخليل ، والوقف على قولهما بغير تنوين .

وزعم أبو الفتح : أنّ أيا وزنه فعل ، وهو مصدر أوى يأوي إذا انضم واجتمع ، أصله : أوى عمل فيه ما عمل في طي مصدر طوي .

وهذا كله دعوى لا يقوم دليل على شيء منها .

والذي يظهر أنه اسم مبني بسيط لا تركيب فيه ، يأتي للتكثير مثل كم ، وفيه لغات : الأولى وهي التي تقدمت .

وكائن ومن ادعى أن هذه اسم فاعل من كان فقوله بعيد .

وكئن على وزن كعن ، وكأين وكيين ، ويوقف عليها بالنون .

وأكثر ما يجيء تمييزها مصحوباً بمن .

ووهم ابن عصفور في قوله : إنه يلزمه مِنْ ، وإذا حذفت انتصب التمييز سواء أولها أم لم يليها ، نحو قول الشاعر :

أطرد اليأس بالرجاء فكاين *** آلماً عم يسره بعد عسر

وقول الآخر :

وكائن لنا فضلاً عليكم ونعمة *** قديماً ولا تدرون ما من منعم

{ وكأين من نبي قتل معه ربيون كثير فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا } لما كان من المؤمنين ما كان يوم أحد وعتب عليهم الله ما حذر منهم في الآيات التي تقدمت ، أخبرهم بأنّ الأمم السالفة قتلت أنبياء لهم كثيرون أو قتل ربيون كثير معهم ، فلم يلحقهم ما لحقكم من الوهن والضعف ، ولا ثناهم عن القتال فجعهم بقتل أنبيائهم ، أو قتل ربيبهم ، بل مضوا قدماً في نصرة دينهم صابرين على ما حل بهم .

وقتل نبي أو أتباعه من أعظم المصاب ، فكذلك كان ينبغي لكم التأسي بمن مضى من صالحي الأمم السابقة ، هذا وأنتم خير الأمم ، ونبيكم خير الأنبياء .

وفي هذه الجملة من العتب لمن فرّ عن النبي صلى الله عليه وسلم .

وقرأ الجمهور وكأين قالوا : وهي أصل الكلمة ، إذ هي أي دخل عليها كاف التشبيه ، وكتبت بنون في المصحف ، ووقف عليها أبو عمرو .

وسورة بن المبارك عن الكسائي بياء دون نون ، ووقف الجمهور على النون اتباعاً للرسم .

واعتل لذلك أبو علي الفارسي بما يوقف عليه في كلامه وذلك على عادة المعللين ، ومما جاء على هذه اللغة قول الشاعر :

وكائن في المعاسر من أناس *** أخوهم فرقهم وهم كرام

وقرأ ابن كثير : وكائن وهي أكثر استعمالاً في لسان العرب وأشعارها .

قال : .

وكائن رددنا عنكم من مدجج *** وقرأ ابن محيصين والأشهب العقيلي : وكأين على مثال كعين .

وقرأ بعض القراء من الشواذ كيئن ، وهو مقلوب قراءة ابن محيصين .

وقرأ ابن محيصين أيضاً فيما حكاه الداني كان على مثال كع وقال الشاعر :

كان صديق خلته صادق الإخا *** أبان اختياري أنه لي مداهن

وقرأ الحسن كي بكاف بعدها ياء مكسورة منونة .

وقد طول المفسرون ابن عطية وغيره بتعليل هذه التصرفات في كأين ، وبما عمل في كأين ، فلذلك أضربنا عن ذكره صفحاً .

وقرأ الحرميان وأبو عمرو قتل مبنياً للمفعول ، وقتادة كذلك ، إلا أنه شدّد التاء ، وباقي السبعة قاتل بألف فعلاً ماضياً .

وعلى كل من هذه القرآت يصلح أن يسند الفعل إلى الضمير ، فيكون صاحب الضمير هو الذي قتل أو قتل على معنى التكثير بالنسة لكثرة الأشخاص ، لا بالنسبة لفرد فرد .

إذ القتل لا يتكثر في كل فرد فرد .

أو هو قاتل ويكون قوله : معه ربيون محتملاً أن تكون جملة في موضع الحال ، فيرتفع ربيون بالابتداء ، والظرف قبله خبره ، ولم يحتج إلى الواو لأجل الضمير في معه العائد على ذي الحال ، ومحتملاً أن يرتفع ربيون على الفاعلية بالظرف ، ويكون الظرف هو الواقع حالاً التقدير : كائناً معه ربيون ، وهذا هو الأحسن .

لأن وقوع الحال مفرداً أحسن من وقوعه جملة .

وقد اعتمد الظرف لكونه وقع حالاً فيعمل وهي حال محكية ، فلذلك ارتفع ربيون بالظرف .

وإنْ كان العامل ماضياً لأنه حكى الحال كقوله تعالى : { وكلبهم باسط ذراعيه } وذلك على مذهب البصريين .

وأما الكسائي وهشام فإنه يجوز عندهما إعمال اسم الفاعل الماضي غير المعرف بالألف واللام من غير تأويل ، بكونه حكاية حال ، ويصلح أن يسند الفعل إلى ربيون فلا يكون فيه ضمير ، ويكون الربيون هم الذين قَتلوا أو قُتلوا أو قاتلوا ، وموضع كأين رفع على الابتداء .

والظاهر أن خبره بالجملة من قوله : قتل أو قتل أو قاتل ، سواء أرفع الفعل الضمير ، أم الربيين .

وجوزوا أن يكون قتل إذا رفع الضمير في موضع الصفة ومعه ربيون في موضع الخبر كما تقول : كم من رجل صالح معه مال .

أو في موضع الصفة فيكون قد وصف بكونه مقتولاً ، أو مقتلاً ، أو مقاتلاً ، وبكونه معه ربيون كثير .

ويكون خبر كأين قد حذف تقديره : في الدنيا أو مضى .

وهذا ضعيف ، لأن الكلام مستقل بنفسه لا يحتاج إلى تكلف إضمار .

وأما إذا رفع الظاهر فجوزوا أن تكون الجملة الفعلية من قتل ومتعلقاتها في موضع الصفة لنبي ، والخبر محذوف .

وهذا كما قلنا ضعيف .

ولما ذكروا أن أصل كأين هو أي دخلت عليها كاف التشبيه فجرتها ، فهي عاملة فيها ، كما دخلت على ذا في قولهم : له عندي كذا .

وكما دخلت على أنّ في قولهم : كأن ادعى أكثرهم إن كأن ، بقيت فيها الكاف على معنى التشبيه .

وإن كذا ، وكأن ، زال عنهما معنى التشبيه .

فعلى هذا لا تتعلق الكاف بشيء ، وصار معنى كأين معنى كم ، فلا تدل على التشبيه ألبتة .

وقال الحوفي : أما العامل في الكاف فإن حملناها على حكم الأصل فمحمول على المعنى ، والمعنى : إصابتكم كإصابة من تقدّم من الأنبياء وأصحابهم .

وإن حملنا الحكم على الانتقال إلى معنى كم ، كان العامل بتقدير الابتداء ، وكانت في موضع رفع وقتل الخبر .

ومن متعلقة بمعنى الاستقرار ، والتقدير الأول أوضح لحمل الكلام على اللفظ دون المعنى بما يجب من الخفض في أي .

وإذا كانت أي على بابها من معاملة اللفظ ، فمن متعلقة بما تعلقت به الكاف من المعنى المدلول عليه انتهى كلامه .

وهو كلام فيه غرابة .

وجرَّهم إلى التخليط في هذه الكلمة ادّعاؤهم بأنها مركبة من : كاف التشبيه ، وإن أصلها أي : فجرت بكاف التشبيه .

وهي دعوى لا يقوم على صحتها دليل .

وقد ذكرنا رأينا فيها أنها بسيطة مبنية على السكون ، والنون من أصل الكلمة وليس بتنوين ، وحملت في البناء على نظيرتها كم .

وإلى أن الفعل مسند إلى الضمير .

ذهب الطبري وجماعة ورجح ذلك بأن القصة هي سبب غزوة أحد ، وتخاذل المؤمنين حين قتل محمد صلى الله عليه وسلم ، فضرب المثل بنبي قتل .

ويؤيد هذا الترجيح قوله : أفإن مات أو قتل .

وقد قال ابن عباس في قوله : { وما كان لنبي أن يغل } النبي ، يقتل ، فكيف لا يخان ؟ وإذا أسند لغير النبي كان المعنى تثبيت المؤمنين لفقد مَن فقد منهم فقط .

وإلى أن الفعل مسند إلى الربيين ذهب الحسن وجماعة .

قال هو وابن جبير : لم يقتل نبي في حرب قط .

وقال ابن : عطية قراءة من قرأ قاتل أعم في المدح ، لأنه يدخل فيها من قتل ومن بقي .

ويحسن عندي على هذه القراءة إسناد الفعل إلى الربيين ، وعلى قراءة قتل إسناده إلى نبي انتهى كلامه .

ونقول : قتل : يظهر أنها مدح ، وهي أبلغ في مقصود الخطاب ، لأنها نص في وقوع القتل ، ويستلزم المقاتلة .

وقاتل : لا تدل على القتل ، إذ لا يلزم من المقاتلة وجود القتل .

قد تكون مقاتلة ولا يقع قتل .

وما ذكر من أنه يحسن عنده ما ذكر لا يظهر حسنه ، بل القراءتان تحتملان الوجهين .

وقال أبو الفتح بن جني : في قراءة قتادة لا يحسن أن يستند الفعل إلى الربيين لما فيه من معنى التكثير الذي لا يجوز أن يستعمل في قتل شخص واحد .

فإن قيل : يستند إلى نبي مراعاة لمعنى كأين ، فالجواب : أن اللفظ قد مشى على جهة الإفراد في قوله : من نبي ، ودل الضمير المفرد في معه على أن المراد إنما هو التمثيل بواحد واحد ، فخرج الكلام على معنى كأين .

قال أبو الفتح : وهذه القراءة تقوي قول من قال لمن قتل وقاتل : إنما يستند إلى الربيين .

انتهى كلامه وليس بظاهر .

لأن كأين مثل كم ، وأنت خبير إذا قلت : كم من عانٍ فككته ، فأفردت .

راعيت لفظ كم ومعناها الجمع : وإذا قلت : كم من عان فككتهم ، راعيت معنى كم لا لفظها .

وليس معنى مراعاة اللفظ إلا أنك أفردت الضمير ، والمراد به الجمع .

فلا فرق من حيثُ المعنى بين فككته وفككتهم ، كذلك لا فرق بين قتلوا معهم ربيون وقتل معه ربيون ، وإنما جاز مراعاة اللفظ تارة ، ومراعاة المعنى تارة ، لأن مدلول كم وكأين كثير ، والمعنى جمع كثير .

وإذا أخبرت عن جمع كثير فتارةً تفرد مراعاة للفظ ، وتارةً تجمع مراعاة للمعنى كما قال تعالى : { أم يقولون نحن جميع منتصر .

سيهزم الجمع ويولون الدبر } فقال : منتصر ، وقال : ويولون .

فأفرد منتصر ، وجمع في يولون .

وقول أبي الفتح في جواب السؤال الذي فرضه : أن اللفظ قد جرى على جهة الإفراد في قوله : من نبي ، أي روعي لفظ كأين لكون تمييزها جاء مفرداً ، فناسب لما ميزت بمفرد أن يراعي لفظها ، والمعنى على الجمع .

وقوله : ودل الضمير المفرد في معه على أن المراد إنما هو التمثيل بواحد واحد ، هذا المراد مشترك بين أن يفرد الضمير ، أو يجمع .

لأن الضمير المفرد ليس معناه هنا إفراد مدلوله ، بل لا فرق بينه مفرداً ومجموعاً من حيث المعنى .

وإذ لا فرق فدلالته عامة ، وهي دلالته على كل فرد فرد .

وقوله : فخرج الكلام عن معنى كأين ، لم يخرج الكلام عن معنى كأين ، إنما خرج عن جمع الضمير على معني كأين دون لفظها ، لأنه إذا أفرد لفظاً لم يكن مدلوله مفرداً ، إنما يكون جمعاً كما قالوا : هو أحسن الفتيان وأجمله ، معناه : وأجملهم .

ومن أسند قتل أو قتل إلى ربيون ، فالمعنى عنده : قتل بعضهم .

كما تقول : قتل بنو فلان في وقعة كذا ، أي جماعة منهم .

والربي عابد الرب .

وكسر الراء من تغيير النسب ، كما قالوا : إمسي في النسبة إلى أمس ، قاله : الأخفش .

أو الجماعة قاله : أبو عبيدة .

أو منسوب إلى الرّبة وهي الجماعة ، ثم جمع بالواو والنون قاله : الزجاج .

أو الجماعة الكثيرة قاله : يونس بن حبيب .

وربيون منسوب إليها .

قال قطرب : جماعة العلماء على قول يونس ، وأمّا المفسرون فقال ابن مسعود ، وابن عباس : هم الألوف ، واختاره الفراء وغيره .

عدد ذلك بعض المفسرين فقال : هم عشرة آلاف .

وقال ابن عباس في رواية ، ومجاهد ، وعكرمة ، والضحاك ، وقتادة ، والسدي ، والربيع : هم الجماعات الكثيرة ، واختاره ابن قتيبة .

وقال ابن عباس في رواية الحسن : هم العلماء الأتقياء الصبر على ما يصيبهم .

واختاره اليزيدي والزجاج .

وقال ابن زيد : الاتباع ، والربانيون الولاة .

وقال ابن فارس : الصالحون العارفون بالله .

وقيل : وزراء الأنبياء .

وقال الضحاك : الربية الواحدة ألف ، والربيون جمعها .

وقال الكلبي : الربية الواحدة عشرة آلاف .

وقال النقاش : هم المكثرون العلم من قولهم : ربا الشيء يربو إذا كثر .

وهذا لا يصح لاختلاف المادتين ، لأن ربا أصوله راء وباء وواو ، وأصول هذا راء وباء وباء .

وقرأ الجمهور بكسر الراء .

وقرأ علي ، وابن مسعود ، وابن عباس ، وعكرمة ، والحسن ، وأبو رجاء ، وعمرو بن عبيد ، وعطاء بن السائب بضم الراء ، وهو من تغيير النسب .

كما قالوا : دُهري بضم الدال ، وهو منسوب إلى الدهر الطويل .

وقرأ ابن عباس فيما روى قتادة عنه : بفتح الراء .

قال ابن جني : هي لغة تميم ، وكلها لغات والضمير في وهنوا عائد على الربيين ، إن كان الضمير في قتل عائداً على النبي .

وإن كان ربيون مسنداً إليه الفعل مبنياً للفاعل ، فكذلك أو للمفعول ، فالضمير يعود على من بقي منهم ، إذ المعنى يدل عليه .

إذ لا يصح عوده على ربيون لأجل العطف بالفاء ، لما أصابهم في سبيل الله بقتل أنبيائهم أو ربيبهم .

وقرأ الجمهور : وهنوا بفتح الهاء .

وقرأ الأعمش ، والحسن ، وأبو السمال بكسرها .

وهما لغتان ، وهن يهن كوعد يعد ، ووهن يوهن كوجل يوجل .

وقرأ عكرمة وأبو السمال أيضاً : وهنوا بإسكان الهاء كما قالوا نعم في نعم ، وشهد في شهد .

وتميم تسكن عين فعل .

وما ضعفوا عن الجهاد بعد ما أصابهم ، وقيل : ما ضعف يقينهم ، ولا انحلت عزيمتهم .

وأصل الضعف نقصان القوة ، ثم يستعمل في الرأي والعقل .

وقرئ ضعَفوا بفتح العين وحكاها الكسائي لغة .

وما استكانوا قال ابن إسحاق : ما قعدوا عن الجهاد في دينهم .

وقال السدي : ما ذلوا .

وقال عطاء : ما تضرعوا .

وقال مقاتل : ما استسلموا .

وقال أبو العالية : ما جبنوا .

وقال المفضل : ما خشعوا .

وقال قتادة والربيع : ما ارتدوا عن نصرتهم دينهم ، ولكنهم قاتلوا على ما قاتل عليه نبيهم حتى لحقوا بربهم .

وكل هذه أقوال متقاربة .

وهذا تعريض لما أصابهم يوم أحد من الوهن والانكسار عند الإرجاف بقتل رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وبضعفهم عند ذلك عن مجاهدة المشركين واستكانتهم لهم ، حين أراد بعضهم أن يعتضد بالمنافق عبد الله بن أبي في طلب الأمان من أبي سفيان .

واستكان ظاهره أنه استفعل من الكون ، فتكون أصل ألفه واواً أو من قول العرب : مات فلان بكينة سوء ، أي بحالة سوء .

وكأنه يكينه إذا خضعه قال هذا : الأزهري وأبو علي .

فعلى قولهما أصل الألف ياء .

وقال الفراء وطائفة من النحاة : أنه افتعل من السكون ، وأشبعت الفتحة فتولد منها ألف .

كما قال : أعوذ بالله من العقراب ، يريد من العقرب .

وهذا الإشباع لا يكون إلا في الشعر .

وهذه الكلمة في جميع تصاريفها بنيت على هذا الحرف تقول : استكان بستكين فهو مستكين ومستكان له ، والإشباع لا يكون على هذا الحدّ .

{ والله يحب الصابرين } أي على قتال عدوهم قاله : الجمهور .

أو على دينهم وقتال الكفار .

والظاهر العموم لكل صابر على ما أصابه من قتل في سبيل الله ، أو جرح ، أو بلاء ، أو أذى يناله بقولٍ أو فعلٍ أو مصيبة في نفسه ، أو أهله أو ماله ، أو ما يجري مجرى ذلك .

وكثيراً ما تمدحت العرب بالصبر وحرصت عليه كما قال طرفة بن العبد :

وتشكي النفس ما أصاب بها *** فاصبري إنك من قوم صبر

إن تلاقي سفسيالاً بلغنا *** فرح الخير ولا تكبو الضبر

/خ152