{ إِنَّ الله يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأمانات إِلَى أَهْلِهَا } وذلك أن مفتاح الكعبة كان في يد بني شيبة ، وكانت السقاية في يد بني هاشم ، فلما فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة دعا عثمان بن طلحة وقال له : هات المفتاح . فخشي عثمان أن يعطيه إلى عمه العباس ، فجاء بالمفتاح وقال لرسول الله صلى الله عليه وسلم : خذه بأمانة الله : فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم البيت ، فإذا فيه تمثال إبراهيم عليه السلام مصور على الحائط ، وبيده قداح ، وعنده إسماعيل والكبش مصوران ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « قَاتَلَ الله الكُفَّارَ مَا لإبْرَاهِيمَ والقِدَاحِ » فأمر بالصور فمحيت ، فقضى حاجته من البيت ثم خرج ، فطلب منه العباس بأن يدفع إليه المفتاح ، فنزلت هذه الآية { إِنَّ الله يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأمانات إِلَى أَهْلِهَا } ثم صارت الآية عامة لجميع الناس برد الأمانات إلى أهلها . ويقال : نزلت في شأن اليهود ، حيث كتموا نعت محمد صلى الله عليه وسلم ، وكانت أمانة عندهم فمنعوها . ويقال : هذا أمر لجميع المسلمين بأداء الفرائض وجميع الطاعات ، لأنها أمانة عندهم كقوله تعالى { إِنَّا عَرَضْنَا الأمانة . . . إِلَى قَوْلُهُ : وَحَمَلَهَا الإنسان } .
ثم قال تعالى : { وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ الناس أَن تَحْكُمُواْ بالعدل } يقول : بالحق ، وقال الضحاك : { وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ الناس } أي بين القوم { أَن تَحْكُمُواْ بالعدل } أي بالبينة على المدعي ، واليمين على المدعى عليه { إِنَّ الله نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ } يعني يأمركم بالعدل والنصيحة ، والاستقامة ، وأداء الأمانة { إِنَّ الله كَانَ سَمِيعاً } بمقالة العباس { بَصِيراً } بردِّ المفتاح إلى أهله . قرأ ابن عامر والكسائي وحمزة { نِعِمَّا } بنصب النون وكسر العين والاختلاف فيه كالاختلاف الذي في سورة البقرة ، وذلك قوله تعالى { إِن تُبْدُواْ الصدقات فَنِعِمَّا هِيَ }
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.