فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَمَا يَنطِقُ عَنِ ٱلۡهَوَىٰٓ} (3)

{ وما ينطق عن الهوى } أي ما يصدر نطقه عن الهوى لا بالقرآن ولا بغيره ف ( عن ) على بابها ، ومثل النطق الفعل ، وقال أبو عبيدة : إن عن بمعنى الباء أي بالهوى ، وقال قتادة : أي ما ينطق بالقرآن عن هواه { إن هو إلا وحي يوحى } أي ما هذا الذي ينطق به من القرآن وكل أحواله وأقواله وأفعاله إلا وحي من الله يوحيه إليه ، ويوحى صفة لوحي تفيد الإستمرار التجددي وتفيد نفي المجاز ، أي هو وحي حقيقة لا لمجرد التسمية ، كما تقول : هذا قول يقال : وقيل : تقديره يوحي إليه ففيه ، مزيد فائدة ، والآية دليل على كون السنة المطهرة وحيا يوحي .