فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{أَمۡ لِلۡإِنسَٰنِ مَا تَمَنَّىٰ} (24)

{ أم للإنسان ما تمنى } أم هي المنقطعة المقدرة ببل والهمزة التي للإنكار ، فأضرب عن اتباعهم الظن الذي هو مجرد التوهم ، وعن اتباعهم هوى النفس وما تميل إليه ، وانتقل إلى إنكار أن يكون لهم ما يتمنون من كون الأصنام تنفعهم وتشفع لهم ، وقيل : هو تمني بعضهم أن يكون هو النبي ، وقيل قوله : { ولئن رجعت إلى ربي إن لي عنده للحسنى } ثم علل انتفاء أن يكون للإنسان ما تمنى بقوله : { فلله الآخرة والأولى } أي إن أمور الآخرة والدنيا بأسرها لله عز وجل ، فليس لهم معه أمر من الأمور ، ومن جملة ذلك أمنياتهم الباطلة وأطماعهم الفارغة ،