فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{ثُمَّ رَدَدۡنَٰهُ أَسۡفَلَ سَٰفِلِينَ} (5)

{ ثم رددناه أسفل سافلين } أي رددناه إلى أرذل العمر ، قاله ابن عباس . وهو الهرم والضعف بعد الشباب والقوة حتى يصير كالصبي فيخرف وينقص عقله ، كذا قال جماعة من المفسرين .

قال الواحدي : والسافلون هم الضعفاء والزمناء والأطفال ، والشيخ الكبير أسفل هؤلاء جميعا ؛ لأنه لا يستطيع حيلة ولا يهتدي سبيلا لضعف بدنه وسمعه وبصره وعقله ، قاله الخازن .

وقال مجاهد وأبو العالية والحسن : المعنى ثم رددنا الكافر إلى النار ، وذلك أن النار درجات بعضها أسفل من بعض ، فالكافر يرد إلى أسفل الدرجات السافلة ، ولا ينافي هذا قوله تعالى { إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار } فلا مانع من كون الكفار والمنافقين مجتمعين في ذلك الدرك الأسفل .

وقوله( أسفل سافلين ) إما حال من المفعول ، أي رددناه حال كونه أسفل سافلين ، أو صفة لمقدر محذوف ، أي مكانا أسفل سافلين .