{ آدم } أبو البشر-عليه السلام- . { الأسماء } العبارات { أنبئوني } أخبروني
{ وعلم آدم الأسماء كلها ثم عرضها على الملائكة فقال أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين } هذا مقام ذكر الله تعالى فيه شرف آدم على الملائكة بما اختصه من علم {[202]}أسماء كل شيء دونهم ، وهذا كان بعد سجودهم له وإنما قدم هذا الفصل على ذاك لمناسبة ما بين هذا المقام وعدم علمهم بحكمة خلق الخليفة ، حين سألوا عن ذلك فأخبرهم تعالى بأنه يعلم ما لا يعلمون ، ولهذا ذكر الله هذا المقام عقيب هذا ليبين لهم شرف آدم بما فضل به عليهم في العلم . . }{[203]} { الأسماء كلها } [ عن ابن عباس : هي هذه الأسماء التي يتعارف بها الناس : إنسان ودابة وأرض وسهل وبحر وجبل . . . وأشباه ذلك ، { وعلم } واختلف . . في كيفية التعليم بعد أن فسر أنه فعل يرتب عليه الفعل غالبا وبعد حصول ما يتوقف عليه من جهة المتعلم كاستعداده . . . وتلقيه من جهة المعلم . . . خلق فيه- عليه السلام- بموجب استعداده- علما ضروريا تفصيليا بتلك الأسماء وبمدلولاتها . . { آدم } وإبراز اسمه عليه السلام للتنصيص عليه والتنويه بذكره و{ الأسماء } جمع اسم وهو باعتبار الاشتقاق : ما يكون علامة للشيء ودليلا يرفعه إلى الذهن من الألفاظ . . واستعمل عرفا في الموضوع لمعنى ، مفردا كان أو مركبا مخبرا عنه أو خبرا أو رابطة بينهما . . وقال الإمام : المراد بالأسماء صفات الأشياء ونعوتها وخواصها ، لأنها علامات دالة على ماهيتها ، فجاز أن يعبر عنها بالأسماء . . . { ثم عرضهم على الملائكة } أي المسميات المفهومة من الكلام . . . وقيل الضمير للأسماء باعتبار أنها المسميات مجازا . . . عرض المسميات عليهم يحتمل أن يكون عبارة عن اطلاعهم على الصور العلمية والأعيان الثابتة . . أو إظهار ذلك في عالم تتجسد فيه المعاني- وهذا غير ممتنع على الله تعالى - . . { فقال أنبئوني بأسماء هؤلاء } . . . وعندي أن المراد إظهار عجزهم وقصور استعدادهم عن رتبة الخلافة الجامعة للظاهر والباطن بأمرهم من الإنباء بتلك الأسماء على الوجه الذي أريد منها والإنباء في الأصل مطلق الإخبار- وهو الظاهر هنا ويطلق على الإخبار بما فيه فائدة عظيمة ويحصل منه علم أو غلبة ظن وقال بعضهم إنه إخبار فيه إعلام . . . للإيذان برفعة شأن الأسماء . . . { إن كنتم صادقين } أي فيما اختلج في خواطركم من أن لا أخلق خلقا إلا أنتم أعلم منه . . . وأفضل وقيل : إن المعنى { إن كنتم صادقين } في زعمكم أنكم اصح بالاستخلاف أو أوفى في استخلافهم لا يليق . . . وليس هذا من المعصية في شيء لأنه شبه اختلجت وسألوا عما يزيحها . . فحاصل المعنى حينئذ أخبروني ولا تقولوا إلا حقا كما قال الإمام ]{[204]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.