قوله : ( وَعَلَّمَ ءَادَمَ الاَسْمَاءَ( {[1542]} ) )[ 30 ] الآية .
اختلف في اشتقاق آدم ؛ فقال فيه ابن عباس : " سمي آدم لأنه خلق من أديم الأرض " ( {[1543]} ) .
وقال( {[1544]} ) قطرب : " آدم أفعل من الأدمة " ( {[1545]} ) . وقيل هو أفعل من " أدمت بين الشيئين " أي خلطتهما( {[1546]} ) .
وقال الطبري : " هو فعل ماض رباعي سمي به الشخص " .
وقال قطرب : " من قال هو من أديم الأرض ، ويلزمه صرفه لأنه فاعل " .
وذكر النحاس( {[1547]} ) أنه أفعل من أديم الأرض وأدمتها ، وهو ظاهر وجهها ، ومنه سمي الإدام لأنه وجه الطعام وأعلاه والعرب تسمي الجلد الظاهر أدمة( {[1548]} ) ، والباطن بشرة .
وحكي عن الأصمعي( {[1549]} ) أن باطنه( {[1550]} ) الأدمة وظاهره( {[1551]} ) البشرة ، وهو أولى من الأولى . ويجمع آدم إذا كان صفة كحُمْر ، وأوادم إذا كان اسماً " كأحامدٍ " ( {[1552]} ) .
قوله : ( الاَسْمَاءَ )[ 30 ] . قيل : " وعلمه أسماء( {[1553]} ) كل شيء حتى القصعة والقسوة " . قاله قتادة( {[1554]} ) .
وقيل : " علمه أسماء الملائكة خاصة " ( {[1555]} ) قاله( {[1556]} ) الربيع بن خثيم( {[1557]} ) .
قال مجاهد : " علمه الله اسم كل شيء : هذا جبل ، هذا بحر ، هذا كذا ، هذا كذا ، لكل الأشياء " ( {[1558]} ) .
قال ابن جبير : " علمه اسم كل شيء حتى البعير والبقرة والشاة " ( {[1559]} ) .
قال عكرمة : " علمه اسم الغراب والحمامة وكل شيء " ( {[1560]} ) .
وقال غيرهم : " علمه أسماء الأجناس والأنواع " ( {[1561]} ) .
وقال ابن زيد( {[1562]} ) : " علمه أسماء ذريته كلهم " ( {[1563]} ) .
واختار الطبري أن يكون علمه أسماء ذريته والملائكة لقوله : ( ثُمَّ عَرَضَهُمْ ) ولم يقل " عرضها( {[1564]} ) " ولا " عرضهن " / الذي هو لما لا يعقل( {[1565]} ) .
وقيل : علمه اسم كل شيء ومنفعته ولماذا يصلح( {[1566]} ) .
وقال القتبي( {[1567]} ) : " علمه أسماء ما خلق في الأرض " ( {[1568]} ) .
وفي قراءة أُبي : " ثُمَّ عَرَضَها " ( {[1569]} ) ، " يريد عرض الأسماء " ( {[1570]} ) .
وقوله " عَرَضَها " ولم يقل " عرضهم " يدل على أن الاسم هو المسمى ، وهو مذهب أهل السنة . وفي قراءة عبد الله " ثُمَّ عَرَضَهُنَّ " على التأنيث لما لا يعقل من الموات والأجناس .
/ وقال ابن عباس : " إنما عرض الأسماء على الملائكة " ( {[1571]} ) .
وعن ابن( {[1572]} ) مسعود : " أنه إنما عرض الخلق " ( {[1573]} ) .
فعلى الأول يكون " عرضها " . وعلى الثاني يكون " عرضهم " ( {[1574]} ) .
قال مجاهد : " عرض أصحاب الأسماء على الملائكة " ( {[1575]} ) .
وقال ابن زيد : " عرض أسماء( {[1576]} ) ذريته كلها ، أخذهم من ظهره ، ثم عرضهم على الملائكة " ( {[1577]} ) .
وقال ابن الأنباري( {[1578]} ) : الهاء في " كلها " تعود على/ الأسماء ، والهاء في " عَرَضَهم " تعود على الأشخاص . والهاء ف " أنبِئهم " وفي " بأسمائهم " ( {[1579]} ) ، وفي " أنبأهم " وفي " بأسمائهم " ( {[1580]} ) كلها تعود على الملائكة على قول من قال : إن الله تعالى علمه أسماء الملائكة ، ويعود على الأشخاص على القول الآخر .
قوله : ( إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ )[ 30 ] .
جوابه عند المبرد محذوف ، معناه : إن كنتم صادقين( {[1581]} ) أن بني آدم يفسدون في الأرض ويسفكون الدماء فأنبئوني( {[1582]} ) .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.