الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَعَلَّمَ ءَادَمَ ٱلۡأَسۡمَآءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمۡ عَلَى ٱلۡمَلَـٰٓئِكَةِ فَقَالَ أَنۢبِـُٔونِي بِأَسۡمَآءِ هَـٰٓؤُلَآءِ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ} (31)

قوله : ( وَعَلَّمَ ءَادَمَ الاَسْمَاءَ( {[1542]} ) )[ 30 ] الآية .

اختلف في اشتقاق آدم ؛ فقال فيه ابن عباس : " سمي آدم لأنه خلق من أديم الأرض " ( {[1543]} ) .

وقال( {[1544]} ) قطرب : " آدم أفعل من الأدمة " ( {[1545]} ) . وقيل هو أفعل من " أدمت بين الشيئين " أي خلطتهما( {[1546]} ) .

وقال الطبري : " هو فعل ماض رباعي سمي به الشخص " .

وقال قطرب : " من قال هو من أديم الأرض ، ويلزمه صرفه لأنه فاعل " .

وذكر النحاس( {[1547]} ) أنه أفعل من أديم الأرض وأدمتها ، وهو ظاهر وجهها ، ومنه سمي الإدام لأنه وجه الطعام وأعلاه والعرب تسمي الجلد الظاهر أدمة( {[1548]} ) ، والباطن بشرة .

وحكي عن الأصمعي( {[1549]} ) أن باطنه( {[1550]} ) الأدمة وظاهره( {[1551]} ) البشرة ، وهو أولى من الأولى . ويجمع آدم إذا كان صفة كحُمْر ، وأوادم إذا كان اسماً " كأحامدٍ " ( {[1552]} ) .

قوله : ( الاَسْمَاءَ )[ 30 ] . قيل : " وعلمه أسماء( {[1553]} ) كل شيء حتى القصعة والقسوة " . قاله قتادة( {[1554]} ) .

وقيل : " علمه أسماء الملائكة خاصة " ( {[1555]} ) قاله( {[1556]} ) الربيع بن خثيم( {[1557]} ) .

قال مجاهد : " علمه الله اسم كل شيء : هذا جبل ، هذا بحر ، هذا كذا ، هذا كذا ، لكل الأشياء " ( {[1558]} ) .

قال ابن جبير : " علمه اسم كل شيء حتى البعير والبقرة والشاة " ( {[1559]} ) .

قال عكرمة : " علمه اسم الغراب والحمامة وكل شيء " ( {[1560]} ) .

وقال غيرهم : " علمه أسماء الأجناس والأنواع " ( {[1561]} ) .

وقال ابن زيد( {[1562]} ) : " علمه أسماء ذريته كلهم " ( {[1563]} ) .

واختار الطبري أن يكون علمه أسماء ذريته والملائكة لقوله : ( ثُمَّ عَرَضَهُمْ ) ولم يقل " عرضها( {[1564]} ) " ولا " عرضهن " / الذي هو لما لا يعقل( {[1565]} ) .

وقيل : علمه اسم كل شيء ومنفعته ولماذا يصلح( {[1566]} ) .

وقال القتبي( {[1567]} ) : " علمه أسماء ما خلق في الأرض " ( {[1568]} ) .

وفي قراءة أُبي : " ثُمَّ عَرَضَها " ( {[1569]} ) ، " يريد عرض الأسماء " ( {[1570]} ) .

وقوله " عَرَضَها " ولم يقل " عرضهم " يدل على أن الاسم هو المسمى ، وهو مذهب أهل السنة . وفي قراءة عبد الله " ثُمَّ عَرَضَهُنَّ " على التأنيث لما لا يعقل من الموات والأجناس .

/ وقال ابن عباس : " إنما عرض الأسماء على الملائكة " ( {[1571]} ) .

وعن ابن( {[1572]} ) مسعود : " أنه إنما عرض الخلق " ( {[1573]} ) .

فعلى الأول يكون " عرضها " . وعلى الثاني يكون " عرضهم " ( {[1574]} ) .

قال مجاهد : " عرض أصحاب الأسماء على الملائكة " ( {[1575]} ) .

وقال ابن زيد : " عرض أسماء( {[1576]} ) ذريته كلها ، أخذهم من ظهره ، ثم عرضهم على الملائكة " ( {[1577]} ) .

وقال ابن الأنباري( {[1578]} ) : الهاء في " كلها " تعود على/ الأسماء ، والهاء في " عَرَضَهم " تعود على الأشخاص . والهاء ف " أنبِئهم " وفي " بأسمائهم " ( {[1579]} ) ، وفي " أنبأهم " وفي " بأسمائهم " ( {[1580]} ) كلها تعود على الملائكة على قول من قال : إن الله تعالى علمه أسماء الملائكة ، ويعود على الأشخاص على القول الآخر .

قوله : ( إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ )[ 30 ] .

جوابه عند المبرد محذوف ، معناه : إن كنتم صادقين( {[1581]} ) أن بني آدم يفسدون في الأرض ويسفكون الدماء فأنبئوني( {[1582]} ) .


[1542]:- في ق: الأسماء كلها.
[1543]:- انظر: جامع البيان 1/480، ومفردات الراغب 9، والدر المنثور 1/120.
[1544]:- سقط حرف الواو من ق.
[1545]:- أورده مكي في مشكل الإعراب 1/87، ولم يعزه إلى أحد.
[1546]:- في ع2، ع3: إذا.
[1547]:- كتابه إعراب القرآن 1/158.
[1548]:- في ع1: الطاهر وهو تصحيف.
[1549]:- في ق: الأصبغ، وهو تحريف. والأصمعي هو عبد الملك بن قريب بن عبد الملك بن أصمع الباهلي، أبو سعيد، مقرئ لغوي، نحوي، إخباري، (ت216هـ) بالبصرة، انظر: نزهة الألبا 90، وطبقات القراء 1/470 وبغية الوعاة 2/112-113.
[1550]:- في ع1، ع2، ق، ع3: باطن.
[1551]:- في ع1: طاهره. وهو تصحيف.
[1552]:- في ع2: كأحد. وراجع هذا التوجيه في إعراب القرآن 1/159، وتفسير القرطبي 1/279. [وفيه: كحُمْر وأحامر]، المدقق.
[1553]:- في ع3: الأسماء.
[1554]:- القول لابن عباس في جامع البيان 1/483 وتفسير ابن كثير 1/83.
[1555]:- انظر: هذا القول في جامع البيان 1/485، وتفسير القرطبي 1/282.
[1556]:- في ق: حاله.. وهو تحريف.
[1557]:- في ع3: غيثم. وهو أبو يزيد الكوفي الثوري، تابعي حافظ روى عن ابن مسعود، وأبي أيوب الأنصاري، وروى عنه الشعبي وإبراهيم النخعي. توفي قبل سنة 90هـ. انظر: تذكرة الحفاظ 57-58 تقريب التهذيب 1/244 والخلاصة 1/318-319. وطبقات القراء 1/283.
[1558]:- القول لقتادة في جامع البيان 1/484.
[1559]:- انظر: جامع البيان 1/483، والدر المنثور 1/121.
[1560]:- القول لمجاهد في جامع البيان 1/483.
[1561]:- القول لقتادة في جامع البيان 1/484.
[1562]:- في ق: أبو.
[1563]:- انظر: جامع البيان 1/485، وتفسير القرطبي 1/282.
[1564]:- في ع2، ع3: ثم عرضها.
[1565]:- انظر: جامع البيان 1/485-486.
[1566]:- وهو قول لمجاهد كما في جامع البيان 1/483.
[1567]:- في ح: القتيبي.
[1568]:- انظر: تفسير الغريب 45.
[1569]:- انظر: معاني الفراء 1/26 وجامع البيان 1/486 والمحرر الوجيز 1/170.
[1570]:- في ع2: السماء.
[1571]:- انظر: جامع البيان 1/487، وتفسير القرطبي 1/283.
[1572]:- في ع3: بن. وهو خطأ.
[1573]:- انظر: تفسيره 2/51. وهو أيضاً قول أبي عبيدة في مجاز القرآن 1/36.
[1574]:- قوله: "وعلى الثاني يكون عرضهم" ساقط من ع2.
[1575]:- انظر: جامع البيان 1/488، وتفسير القرطبي 1/283، والدر المنثور 1/121-122.
[1576]:- في ع3: الأسماء. وهو خطأ.
[1577]:- انظر: جامع البيان 1/487، والدر المنثور 1/121.
[1578]:- هو محمد بن القاسم بن محمد بن بشار أبو بكر الأنباري النحوي، الحافظ، مفسر ومقرئ مشهور، روى القراءة عن أبيه وإسماعيل القاضي، وأخذ عن ثعلب، وروى عنه أبو علي القالي والدارقطني (ت328هـ). انظر: تذكرة الحفاظ 842-844، وطبقات القراء 2/231، وبغية الوعاة 212-214.
[1579]:- في ع1، ع2، ح، ع3: أسماءهم.
[1580]:- قوله: "وفي بأسمائهم" ساقط من ح.
[1581]:- قوله: "جوابه عند المبرد.. صادقين" ساقط من ق.
[1582]:- في ع3: فنبئوني. وانظر: جوابه في إعراب القرآن 1/160، وتفسير القرطبي 1/184.