التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{وَعَلَّمَ ءَادَمَ ٱلۡأَسۡمَآءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمۡ عَلَى ٱلۡمَلَـٰٓئِكَةِ فَقَالَ أَنۢبِـُٔونِي بِأَسۡمَآءِ هَـٰٓؤُلَآءِ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ} (31)

قوله تعالى ( وعلم آدم الأسماء كلها )

قال ابن سعد : أخبرنا محمد بن عبد الله الأسدي وخلاد بن يحيى قالا : أخبرنا مسعر بن أبي حصين قال : قال لي سعيد بن جبير أتدري لم سمي آدم ؟ لأنه خلق من أديم الأرض .

( الطبقات الكبرى 1/26 ) ، ورجاله ثقات إلا خلاد بن يحيى بن صفوان السلمي صدوق وقد تابعه محمد ابن عبد الله الأسدي . وأبو حصين هو : عثمان بن عاصم بن حصين الأسدي . فالإسناد صحيح .

وأخرجه الطبري عن أحمد بن إسحاق قال : حدثنا أبو أحمد ، قال حدثنا مسعر ، عن أبي حصين ، عن سعيد بن جبير ، قال : خلق آدم من أديم الأرض ، فسمي آدم .

ورجاله ثقات إلا أحمد بن إسحاق وهو الأهوازي : صدوق . وأبو حصين : هو عثمان بن عاصم المتقدم في رواية ابن سعد فالإسناد حسن . وانظر إلى قوله تعالى ( وقلنا يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة ) وقد ورد في الحديث المتفق عليه أن الله تعالى علمه أسماء كل شئ .

فأخرج الشيخان بسنديهما عن أنس بم مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " يجتمع المؤمنون يوم القيامة فيقولون : لو استشفعنا إلى ربنا ، فيأتون آدم فيقولون : أنت أبو الناس ، خلقك الله بيده وأسجد لك ملائكته ، وعلمك أسماء كل شئ ، فاشفع لنا عند ربك حتى يريحنا من مكاننا هذا . . . " الحديث .

( الصحيح رقم 4476-التفسير –سورة البقرة ، ب قول الله ( وعلم آدم الأسماء كلها ) ) . ( وصحيح مسلم رقم 322-الإيمان ، ب أدنى أهل الجنة منزلة فيها ) . واللفظ للبخاري .

قال ابن حبان : أخبرنا محمد بن عمر بن يوسف ، حدثنا محمد بن عبد الملك ابن زنجويه ، حدثنا أبو توبة ، حدثنا معاوية بن سلام ، عن أخيه زيد بن سلام ، قال سمعت أبا سلام قال : سمعت أبا أمامة ان رجلا قال : يا رسول الله أنبي كان آدم ؟ قال : نعم مكلم . قال : فكم كان بينه وبين نوح ؟ قال : عشرة قرون .

( الإحسان في تقريب صحيح ابن حبان 14/69ح6190 ) ، وذكره ابن كثير بسنده ومتنه ثم قال : وهذا على شرط مسلم ولم يخرجه ، وفي صحيح البخاري عن ابن عباس قال : كان بين آدم ونوح عشرة قرون كلهم على الإسلام . ا . ه . ( قصص الأنبياء 1/60 ) . وأخرجه الطبراني في ( المعجم الكبير ح 7545 ) من طريق أبي توبة الربيع بن نافع به . وذكره الهيثمي في ( مجمع الزوائد 8/210 ) وقال : رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غب أحمد بن خليد الحلبي وهو ثقة . وأخرجه الحاكم من طريق أبي توبة به وأطول ، وصححه ووافقه الذهبي ( المستدرك 2/262 ) ، وصححه أيضا محقق الإحسان .

قوله تعالى ( ثم عرضهم على الملائكة )

وأخرج الطبري بإسناده الحسن عن معمر عن قتادة في قوله ( وعلم آدم الأسماء كلها ) ، قال : علمه : اسم كل شئ ، وهذا بحر ، وهذا كذا وهذا كذا ، لكل شئ . ثم عرض تلك الأشياء على الملائكة فقال : أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين .

وأخرج الطبري وابن أبي حاتم بإسناديهما الحسن عن قتادة ( ثم عرضهم ) قال علمه اسم كل شئ ثم عرض تلك الأسماء على الملائكة .

قوله تعالى ( فقال أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين )

وأخرج الطبري بإسناده الصحيح عن مجاهد في قوله ( بأسماء هؤلاء ) قال : بأسماء هذه التي حدثت بها آدم .