الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{ٱلَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي ٱلسَّرَّآءِ وَٱلضَّرَّآءِ وَٱلۡكَٰظِمِينَ ٱلۡغَيۡظَ وَٱلۡعَافِينَ عَنِ ٱلنَّاسِۗ وَٱللَّهُ يُحِبُّ ٱلۡمُحۡسِنِينَ} (134)

أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله { الذين ينفقون في السراء والضراء } يقول : في العسر واليسر { والكاظمين الغيظ } يقول : كاظمون على الغيظ كقوله ( وإذا ما غضبوا هم يغفرون ) ( الشورى الآية 37 ) يغضبون في الأمر لو وقعوا فيه كان حراما فيغفرون ويعفون ، يلتمسون وجه الله بذلك { والعافين عن الناس } كقوله ( ولا ياتل أولوا الفضل منكم والسعة . . . ) ( النور الآية 22 ) الآية . يقول : لا تقسموا على أن لا تعطوهم من النفقة واعفوا واصفحوا .

وأخرج ابن الأنباري في كتاب الوقف والابتداء عن ابن عباس ، أن نافع بن الأزرق قال له : أخبرني عن قول الله والكاظمين الغيظ ما الكاظمون ؟ قال : الحابسون الغيظ قال عبد المطلب بن هاشم :

فخشيت قومي واحتسبت قتالهم *** والقوم من خوف قتالهم كظم

وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي العالية في قوله { والعافين عن الناس } قال عن المملوكين .

وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن مقاتل بن حيان في قوله : { والعافين عن الناس } قال : يغيظون في الأمر فيغفرون ويعفون عن الناس ، ومن فعل ذلك فهو محسن { والله يحب المحسنين } بلغني أن النبي صلى الله عليه وسلم قال عند ذلك : " هؤلاء في أمتي قليل إلا من عصمه الله ، وقد كانوا كثيرا في الأمم التي مضت " .

وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر عن أبي هريرة في قوله : { والكاظمين الغيظ } أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " من كظم غيظا وهو يقدر على إنفاذه ملأه الله أمنا وإيمانا " .

وأخرج أحمد والبيهقي في الشعب بسند حسن عن ابن عباس قال : " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما من جرعة أحب إلى الله من جرعة غيظ يكظمها عبد ، ما كظم عبد لله إلا ملأ الله جوفه إيمانا " .

وأخرج البيهقي عن ابن عمر . مثله .

وأخرج أحمد وعبد بن حميد وأبو داود والترمذي وحسنه والبيهقي في الشعب عن معاذ بن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " من كظم غيظا وهو قادر على أن ينفذه دعاه الله على رؤوس الخلائق حتى يخيره من أي الحور شاء " .

وأخرج عبد بن حميد والبخاري ومسلم عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " ليس الشديد بالصرعة ولكن الذي يملك نفسه عند الغضب " .

وأخرج البيهقي عن عامر بن سعد " أن النبي صلى الله عليه وسلم مر بناس يتحادون مهراسا فقال : أتحسبون الشدة في حمل الحجارة ؟ إنما الشدة أن يمتلئ الرجل غيظا ثم يغلبه " .

وأخرج ابن جرير عن الحسن قال : يقال يوم القيامة ليقم من كان له على الله أجر ، فما يقوم إلا إنسان عفا .

وأخرج الحاكم عن أبي بن كعب : " أن رسول اله صلى الله عليه وسلم قال : من سره أن يشرف له البنيان ، وترفع له الدرجات فليعف عمن ظلمه ، ويعط من حرمه ، ويصل من قطعه " .

وأخرج البيهقي عن علي بن الحسين ، أن جارية جعلت تسكب عليه الماء يتهيأ للصلاة ، فسقط الإبريق من يدها على وجهه فشجه ، فرفع رأسه إليها فقالت : إن الله يقول { والكاظمين الغيظ } قال : قد كظمت غيظي قالت { والعافين عن الناس } قال : قد عفا الله عنك قالت { والله يحب المحسنين } قال : اذهبي فأنت حرة .

وأخرج الأصبهاني في الترغيب عن عائشة " سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : وجبت محبة الله على من أغضب فحلم " .

وأخرج البيهقي في شعب الإيمان عن عمرو بن عبسة " أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم ما الإيمان ؟ فقال : الصبر ، والسماحة ، وخلق حسن " .

وأخرج البيهقي عن كعب بن مالك " أن رجلا من بني سلمة سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الإسلام فقال : حسن الخلق . ثم راجعه الرجل فلم يزل رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : حسن الخلق . حتى بلغ خمس مرات " .

وأخرج الطبراني في الأوسط والبيهقي وضعفه عن جابر قال : " قالوا : يا رسول الله ما الشؤم ؟ قال : سوء الخلق " .

وأخرج الطبراني في الأوسط والبيهقي في الشعب وضعفه عن عائشة مرفوعا قال " الشؤم سوء الخلق " .

وأخرج الخرائطي في مكارم الأخلاق عن أنس بن مالك قال : " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن حسن الخلق ليذيب الخطيئة كما تذيب الشمس الجليد " .

وأخرج البيهقي عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم : " الخلق السوء يفسد الإيمان كما يفسد الصبر الطعام " قال أنس : وكان يقال : إن المؤمن أحسن شيء خلقا .

وأخرج ابن عدي والطبراني والبيهقي وضعفه عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " حسن الخلق يذيب الخطايا كما تذيب الشمس الجليد ، وإن الخلق السيئ يفسد العمل كما يفسد الخل العسل " .

وأخرج البيهقي وضعفه عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن حسن الخلق يذيب الخطيئة كما تذيب الشمس الجليد ، وإن سوء الخلق يفسد العمل كما يفسد الصبر العسل " .

وأخرج البيهقي وضعفه عن طريق سعيد بن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري عن أبيه عن جده قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " حسن الخلق زمام من رحمة الله في أنف صاحبه ، والزمام بيد الملك ، والملك يجره إلى الخير ، والخير يجره إلى الجنة . وسوء الخلق زمام من عذاب الله في أنف صاحبه ، والزمام بيد الشيطان ، والشيطان يجره إلى الشر ، والشر يجره إلى النار " .

وأخرج الطبراني في الأوسط والبيهقي عن أبي هريرة : " سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : والله ما حسن الله خلق رجل ولا خلقه فتطعمه النار " .

وأخرج الطبراني في الأوسط والبيهقي عن أبي هريرة : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " من سعادة ابن آدم حسن الخلق ، ومن شقوته سوء الخلق " .

وأخرج الخرائطي والبيهقي عن ابن عمرو قال : " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر الدعاء يقول : اللهم إني أسألك الصحة ، والعفة ، والأمانة ، وحسن الخلق ، والرضا بالقدر " .

وأخرج أحمد والبيهقي بسند جيد عن عائشة قالت : " كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم : اللهم كما حسنت خلقي فأحسن خلقي " .

وأخرج الخرائطي والبيهقي عن أبي مسعود البدري قال : " كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول : اللهم حسنت خلقي فأحسن خلقي " .

وأخرج ابن أبي شيبة والبزار وأبو يعلى والحاكم عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إنكم لا تسعون الناس بأموالكم فليسعهم منكم بسط الوجه وحسن الخلق " .

وأخرج ابن حبان والحاكم وصححه والبيهقي عن أبي هريرة : " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : كرم المرء دينه ، ومروءته عقله ، وحسبه خلقه " .

وأخرج ابن أبي شيبة وأبو داود والترمذي والحاكم وصححاه والبيهقي عن أبي هريرة قال : " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا " .

وأخرج الحاكم وصححه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " من كان هينا قريبا حرمه الله على النار " .

وأخرج البخاري والبيهقي في الشعب عن أبي هريرة قال : جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال " مرني ولا تكثر فلعلي أعقله فقال : لا تغضب . فأعاد عليه فقال : لا تغضب " .

وأخرج الحاكم والبيهقي عن جارية بن قدامة قال : " قلت : يا رسول الله قل لي قولا ينفعني وأقلل لعلي أعقله قال : لا تغضب " .

وأخرج البيهقي عن عبد الله بن عمرو قال : " سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما يبعدني من غضب الله ؟ قال : لا تغضب " .

وأخرج الطيالسي وأحمد والترمذي وحسنه والحاكم والبيهقي عن أبي سعيد الخدري قال : " خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطبة إلى مغرب الشمس ، حفظها من حفظها ونسيها من نسيها ، وأخبر ما هو كائن إلى يوم القيامة ، حمد الله وأثنى عليه ثم قال : أما بعد ، فإن الدنيا خضرة حلوة ، وإن الله مستخلفكم فيها فناظر كيف تعملون . ألا فاتقوا الدنيا ، واتقوا النساء . ألا إن بني آدم خلقوا على طبقات شتى ، فمنهم من يولد مؤمنا ويحيا مؤمنا ويموت مؤمنا ، ومنهم من يولد كافرا ويحيا كافرا ويموت كافرا ، ومنهم من يولد مؤمنا ويحيا مؤمنا ويموت كافرا ، ومنهم من يولد كافرا ويحيا كافرا ويموت مؤمنا . ألا إن الغضب جمرة توقد في جوف ابن آدم . ألم تروا إلى حمرة عينيه ، وانتفاخ أوداجه ؟ فإذا وجد أحدكم من ذلك شيئا فليلزق بالأرض . ألا إن خير الرجال من كان بطيء الغضب ، سريع الفيء . وشر الرجال من كان بطيء الفيء سريع الغضب . فإذا كان الرجل سريع الغضب سريع الفيء فإنها بها ، وإذا كان بطيء الغضب بطيء الفيء فإنها بها . ألا وإن خير التجار من كان حسن القضاء حسن الطلب ، وشر التجار من كان سيء القضاء سيء الطلب . فإذا كان الرجل حسن القضاء سيء الطلب فإنها بها ، وإذا كان الرجل سيء القضاء حسن الطلب فإنها بها . ألا لا يمنعن رجلا مهابة الناس أن يقول بالحق إذا علمه . ألا إن لكل غادر لواء بقدر غدرته يوم القيامة . ألا وإن أكبر الغدر غدر أمير العامة . ألا وإن أفضل الجهاد من قال كلمة الحق عند سلطان جائر . فلما كان عند مغرب الشمس قال : ألا إن ما بقي من الدنيا فيما مضى منه كمثل ما بقي من يومكم هذا فيما مضى " .

وأخرج الحكيم في نوادر الأصول والبيهقي عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده قال : " قلت : يا رسول الله أخبرني بوصية قصيرة فألزمها قال : لا تغضب يا معاوية بن حيدة ، إن الغضب ليفسد الإيمان كما يفسد الصبر العسل " .

وأخرج الحكيم عن ابن مسعود قال : " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الغضب ميسم من نار جهنم يضعه الله على نياط أحدهم . ألا ترى أنه إذا غضب احمرت عيناه ، واربد وجهه ، وانتفخت أوداجه ؟ " .

وأخرج البيهقي عن الحسن قال : " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الغضب جمرة في قلب ابن آدم . ألم تروا إلى انتفاخ أوداجه ، وحمرة عينيه ؟ فمن حس من ذلك شيئا فإن كان قائما فليقعد ، وإن كان قاعدا فليضطجع " .

وأخرج عبد الرزاق وابن أبي شيبة والبيهقي عن الحسن قال : " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من جرعة أحب إلى الله من جرعة غيظ كظمها رجل ، أو جرعة صبر عند مصيبة . وما قطرة أحب إلى الله من قطرة دمع من خشية الله أو قطرة دم في سبيل الله " .

وأخرج عبد بن حميد عن أبي هريرة " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأبي بكر : ثلاث كلهن حق : ما من أحد يظلم مظلمة فيغض عنها إلا زاده الله بها عزا ، وما من أحد يفتح باب مسألة ليزداد بها كثرة إلا زاده الله بها قلة ، وما من أحد يفتح باب عطية أو صلة إلا زاده الله بها كثرة " .

وأخرج ابن أبي شيبة والبخاري ومسلم والترمذي عن ابن عمرو قال : لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم فاحشا ، ولا متفحشا ، وكان يقول : " إن من خياركم أحاسنكم أخلاقا " .

وأخرج ابن أبي شيبة وأبو داود والترمذي وصححه والبزار وابن حبان والبيهقي في الأسماء والصفات عن أبي الدرداء " أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : من أعطي حظه من الرفق أعطي حظه من الخير ، ومن حرم حظه من الرفق فقد حرم حظه من الخير ، وقال : ما من شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من خلق حسن ، وإن الله يبغض الفاحش البذيء ، وإن صاحب حسن الخلق ليبلغ به درجة صاحب الصوم والصلاة " .

وأخرج الترمذي وصححه وابن حبان والحاكم وصححه والبيهقي في الزهد عن أبي هريرة قال : " سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أكثر ما يدخل الناس الجنة فقال : تقوى الله وحسن الخلق . وسئل عن أكثر ما يدخل الناس النار فقال : الأجوفان : الفم والفرج " .

وأخرج ابن أبي شيبة والترمذي وحسنه والحاكم وصححه عن عائشة قالت : " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن من أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا وألطفهم بأهله " .

وأخرج أحمد وأبو داود وابن حبان والحاكم وصححه عن عائشة : " سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إن المؤمن ليدرك بحسن الخلق درجات القائم الليل الصائم النهار " .

وأخرج الطبراني في الأوسط والحاكم وصححه عن أبي هريرة قال : " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الله ليبلغ العبد بحسن خلقه درجة الصوم والصلاة " .

وأخرج الطبراني والخرائطي عن أنس : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إن العبد ليبلغ بحسن خلقه عظيم درجات الآخرة وشرفات المنازل وأنه لضعيف العبادة وأنه ليبلغ بسوء خلقه أسفل درجة في جهنم " .

وأخرج أحمد والطبراني والخرائطي عن ابن عمرو : " سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " إن المسلم المسدد ليدرك درجة الصوام القوام بآيات الله بحسن خلقه وكرم ضريبته " .

وأخرج ابن أبي الدنيا في الصمت عن صفوان بن سليم قال : " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ألا أخبركم بأيسر العبادة وأهونها على البدن . الصمت وحسن الخلق " .

وأخرج محمد بن نصر المروزي في كتاب الصلاة عن العلاء بن الشخير " أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم من قبل وجهه فقال : يا رسول الله أي العمل أفضل ؟ قال : حسن الخلق . ثم أتاه عن يمينه فقال : أي العمل أفضل ؟ قال : حسن الخلق ، ثم أتاه عن شماله فقال : أي العمل أفضل ؟ قال : حسن الخلق ، ثم أتاه من بعده - يعني من خلفه - فقال : يا رسول الله أي العمل أفضل ؟ فالتفت إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : مالك لا تفقه . . . . ؟ حسن الخلق أفضل . لا تغضب إن استطعت " .

وأخرج أبو داود والترمذي وحسنه وابن ماجة عن أبي أمامة قال : " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقا ، وببيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحا ، وببيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه " .

وأخرج الترمذي وحسنه والخرائطي في مكارم الأخلاق عن جابر " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إن من أحبكم إلي وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحسنكم أخلاقا " .

وأخرج الطبراني عن عمار بن ياسر قال : " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : حسن الخلق خلق الله الأعظم " .

وأخرج الطبراني عن أبي هريرة " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : أوحى الله إلى إبراهيم عليه السلام : يا خليلي حسن خلقك ولو مع الكفار تدخل مع الأبرار ، فإن كلمتي سبقت لمن حسن خلقه أن أظله تحت عرشي ، وأن أسقيه من حظيرة قدسي ، وأن أدنيه من جواري " .

وأخرج أحمد وابن حبان عن ابن عمرو " أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " ألا أخبركم بأحبكم إلي وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة ؟ قالوا : نعم يا رسول الله قال : أحسنكم خلقا " .

وأخرج ابن أبي الدنيا وأبو يعلى والطبراني بسند جيد عن أنس قال : " لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا ذر فقال : يا أبا ذر ألا أدلك على خصلتين هما أخف على الظهر ، وأثقل في الميزان من غيرهما ؟ قال : بلى يا رسول الله قال : عليك بحسن الخلق ، وطول الصمت ، فوالذي نفسي بيده ما عمل الخلائق بمثلهما " .

وأخرج أبو الشيخ بن حيان في الثواب بسند رواه عن أبي ذر قال : " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا أبا ذر ألا أدلك على أفضل العبادة ، وأخفها على البدن ، وأثقلها في الميزان ، وأهونها على اللسان ؟ قلت : بلى ، فداك أبي وأمي قال : عليك بطول الصمت ، وحسن الخلق ، فإنك لست بعامل بمثلهما " .

وأخرج أبو الشيخ عن أبي الدرداء قال : " قال النبي صلى الله عليه وسلم : يا أبا الدرداء ألا أنبئك بأمرين خفيفة مؤنتهما عظيم أجرهما ، لم تلق الله عز وجل بمثلهما ؟ طول الصمت ، وحسن الخلق " .

وأخرج البزار وابن حبان عن أبي هريرة قال : " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ألا أخبركم بخياركم ؟ قالوا : بلى يا رسول الله قال : أطولكم أعمارا ، وأحسنكم أخلاقا " .

وأخرج الطبراني وابن حبان عن أسامة بن شريك قال : " قالوا : يا رسول الله ما خير ما أعطي الإنسان ؟ قال : خلق حسن " .

وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد والطبراني بسند جيد عن جابر بن سمرة قال : " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الفحش والتفحش ليسا من الإسلام في شيء ، وإن أحسن الناس إسلاما أحسنهم خلقا " .

وأخرج ابن حبان والحاكم وصححه والخرائطي في مكارم الأخلاق عن ابن عمرو أن معاذ بن جبل أراد سفرا فقال : " يا نبي الله أوصني قال : اعبد الله ولا تشرك به شيئا قال : يا نبي الله زدني قال : إذا أسأت فأحسن . قال : يا نبي الله زدني قال : استقم ولتحسن خلقك " .

وأخرج أحمد والترمذي والحاكم وصححاه والخرائطي عن أبي ذر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " اتق الله حيثما كنت ، وأتبع السيئة الحسنة تمحها ، وخالق الناس بخلق حسن " .

وأخرج الطبراني في الأوسط عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن هذه الأخلاق من الله ، فمن أراد به خيرا منحه خلقا حسنا ، ومن أراد به سوءا منحه خلقا سيئا " .

وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد وابن حبان والطبراني عن أبي ثعلبة الخشني قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن أحبكم إلي وأقربكم مني في الآخرة أحاسنكم أخلاقا ، وإن أبغضكم إلي وأبعدكم مني في الآخرة أسوأكم أخلاقا الثرثارون ، المتشدقون ، المتفيقهون " .

وأخرج البزار والطبراني والخرائطي عن أنس قال : " قالت أم حبيبة " : يا رسول الله المرأة يكون لها زوجان ثم تموت فتدخل الجنة هي وزوجاها لأيهما تكون ، للأول أو للآخر ؟ قال : تخير فتختار أحسنهما خلقا كان معها في الدنيا يكون زوجها في الجنة ، يا أم حبيبة ذهب حسن الخلق بخير الدنيا والآخرة " .

وأخرج الطبراني في الصغير عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " ما من شيء إلا له توبة إلا صاحب سوء الخلق ، فإنه لا يتوب من ذنب إلا عاد في شر منه " .

وأخرج أبو داود والنسائي عن أبي هريرة " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدعو : اللهم إني أعوذ بك من الشقاق والنفاق وسوء الأخلاق " .

وأخرج الخرائطي عن جرير بن عبد الله قال : " قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : إنك امرؤ قد حسن الله خلقك فحسن خلقك " .

وأخرج الخرائطي عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " خياركم أحاسنكم أخلاقا " .

وأخرج الخرائطي عن عائشة قالت : " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لو كان حسن الخلق رجلا يمشي في الناس لكان رجلا صالحا " .

وأخرج الخرائطي عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ثلاث من لم تكن فيه أو واحدة منهن فلا يعتدن بشيء من عمله . تقوى تحجزه عن معاصي الله عز وجل ، أو حلم يكف به السفيه ، أو خلق يعيش به في الناس " .

وأخرج الخرائطي عن عائشة قالت : " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : اليمن حسن الخلق " .

وأخرج الخرائطي عن إسماعيل بن محمد بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه عن جده قال : " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من سعادة ابن آدم حسن الخلق " .

وأخرج القضاعي في مسند الشهاب عن الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما قال : " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن أحسن الحسن الخلق الحسن " .

وأخرج الخرائطي عن الفضيل بن عياض قال : إذا خالطت الناس فخالط الحسن الخلق فإنه لا يدعو إلا إلى خير " .

وأخرج أحمد عن عائشة " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لها : إنه من أعطي حظه من الرفق فقد أعطي حظه من خير الدنيا والآخرة ، ومن حرم حظه من الرفق فقد حرم حظه من الدنيا والآخرة ، وصلة الرحم ، وحسن الخلق ، وحسن الجوار ، يعمران الديار ويزيدان في الأعمار " .

وأخرج البيهقي في الأسماء والصفات عن عائشة قالت : " قال النبي صلى الله عليه وسلم : الرفق يمن ، والخرق شؤم ، وإذا أراد الله بأهل بيت خيرا أدخل عليهم باب الرفق . إن الرفق لم يكن في شيء قط إلا زانه ، وإن الخرق لم يكن في شيء قط إلا شأنه ، وإن الحياء من الإيمان ، وإن الإيمان في الجنة . ولو كان الحياء رجلا كان رجلا صالحا ، وإن الفحش من الفجور ، وإن الفجور في النار ، ولو كان الفحش رجلا يمشي في الناس لكان رجلا سوءا " .

وأخرج أحمد في الزهد عن أم الدرداء قالت : بات أبو الدرداء ليلة يصلي ، فجعل يبكي ويقول : اللهم أحسنت خلقي فأحسن خلقي . حتى إذا أصبح فقلت : يا أبا الدرداء أما كان دعاؤك منذ الليلة إلا في حسن الخلق ؟ فقال : يا أم الدرداء إن العبد المسلم يحسن خلقه حتى يدخله حسن خلقه الجنة ، ويسوء خلقه حتى يدخله سوء خلقه النار .

وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي هريرة قال : " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أكمل الناس إيمانا أحسنهم خلقا ، وأفضل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا ، وخياركم خياركم لنسائهم " .

وأخرج تمام في فوائده وابن عساكر عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " خيار أمتي خمسمائة والإبدال أربعون ، فلا الخمسمائة ينقصون ولا الأربعون ينقصون ، وكلما مات بدل أدخل الله عز وجل من الخمسمائة مكانه وأدخل في الأربعين مكانهم ، فلا الخمسمائة ينقصون ولا الأربعون ينقصون فقالوا : يا رسول الله دلنا على أعمال هؤلاء فقال : هؤلاء يعفون عمن ظلمهم ، ويحسنون إلى من أساء إليهم ، ويواسون مما آتاهم الله . قال : وتصديق ذلك في كتاب الله { والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين } .

وأخرج ابن لال والديلمي عن أنس قال : " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : رأيت ليلة أسري بي قصورا مستوية على الجنة فقلت : يا جبريل لمن هذا ؟ فقال { للكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين } .