( الذين ينفقون في السراء والضراء ) السراء اليسر والضراء العسر ، وقد تقدم تفسيرهما ، وقيل السراء الرخاء والضراء الشدة وهو مثل الأول ، وقيل السراء في الحياة والضراء بعد الموت ، والمعنى لا يتركون الإنفاق في كلتي الحالتين في الغنى والفقر والرخاء والشدة ولا في حال فرح وسرو ، ولا في حال محنة وبلاء ، سواء كان الواحد منهم في عرس او حبس ، فأول ما ذكر الله من أخلاقهم الموجبة للجنة السخاء لأنه أشق على النفوس ، وقد وردت أحاديث كثيرة في مدح المنفق وذم البخيل والممسك في الصحيحين وغيرهما .
( والكاظمين الغيظ ) : أي الجار عين إياه عند امتلاء نفوسهم عنه والكافين عن إمضائه مع القدرة ، والكظم حبس الشيء عند امتلائه يقال كظم غيظه أي سكت عليه ولم يظهره ومنه كظمت السقاء أي ملأته والكظامة ما يسد به مجرى الماء وكظم البعير إذا ردها في جوفه .
وقد وردت أحاديث كثيرة في ثواب كظم الغيظ منها عن أنس الجهني عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال : من كظم غيظا وهو يستطيع أن ينفذه دعاه الله يوم القيامة على رؤوس الخلائق حتى يخيره في أي الحور شاء اخرجه الترمذي وأبو داود{[373]} .
وعن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ليس الشديد بالصرعة إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب رواه الشيخان{[374]} ، وعن عائشة أن خادما لها غاظها فقالت لله درّ التقوى ما تركت لذي غيظ شفاء .
( والعافين عن الناس ) أي التاركين عقوبة من أذنب إليهم واستحق المؤاخذة ، وذلك من أجل ضروب الخير ، وظاهره العموم سواء كان من المماليك ام لا ، وقال الزجاج وغيره المراد بهم المماليك ( والله يحب المحسنين ) اللام يجوز أن تكون للجنس فيدخل فيه كل محسن من هؤلاء وغيرهم . ويجوز أن تكون للعهد فيختص بهؤلاء ، والأول أولى اعتبارا بعموم اللفظ لا بخصوص السياق فيدخل فيه كل من صدر منه مسمى الإحسان أي إحسان كان .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.