ثم نَعَتَ المتقين فقال : { الذين يُنفِقُونَ في السَّرَّاء والضراء } الخ الآية . نعت للمتقين . ويقال إن كل نعت من ذلك هو نعت على حدة ، فكأنه يقول : أعدت للمتقين الذين { ينفقون من السراء } . . . الخ . قوله : { في السَّرَّاء والضراء } أي ينفقون أموالهم في حال اليسر وفي حال العسر ، وهذا قول الكلبي . وقال مقاتل والضحاك : في حال السعة والشدة . ويقال : في حال الصحة والمرض . ويقال : { في السَّرَّاء } ، يعني في حال الحياة . وفي { الضراء } يعني بعد الموت . ويقال في سراء المسلمين في عرسهم وولائمهم ، والضراء في نوائبهم ومآتمهم . ويقال { في السَّرَّاء } يعني النفقة التي تسرّكم ، مثل النفقة التي على الأولاد والأقربين { والضراء } النفقة على الأعداء والكاشحين . ويقال { في السَّرَّاء } يعني على الأنبياء يضيفهم ويهدي إليهم { والضراء } يعني على أهل الضر يتصدق عليهم .
{ والكاظمين الغيظ } يعني المرددين الغيظ في أجوافهم ، وأصله في اللغة : كظم البعير إذا رَدَّد جِرَّتَه . ومعناه : الذين إذا أصابهم الغيظ تجاوزوا ولم يعاقبوا . { والعافين عَنِ الناس } قال الكلبي : يعني عن المملوكين . ويقال : { والعافين عن الناس } بعد قدرتهم عليهم فيعفوا عنهم { والله يُحِبُّ المحسنين } من الأحرار والمملوكين ، ويقال : الذين يحسنون بعد العفو ويزيدون عليه إحساناً وروي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : « مَنْ كَظَمَ غَيْظاً وَهُوَ يَقْدِرُ عَلَى أَنْ ينفذَهُ ثُمَّ لَمْ يُنفِذْهُ زَوَّجَهُ الله مِنَ الحُورِ العينِ حَيْثُ يَشَاءُ » ، وفي خبر آخر : عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال : « مَا عَفَا رَجُلٌ عَنْ مَظْلمَةٍ قَطّ إِلاّ زَادَهُ الله بِهَا عِزّاً » .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.