قوله : ( الذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ ) الآية [ 134 ] .
هذه صفة المتقين الذين أعدت لهم الجنة ينفقون أموالهم في الله في حال السرور . والسراء مصدر سرني مسرة وسروراً( {[10854]} ) .
والضراء مصدر ، قد ضُرَّ فلان إذا أصابه الضر ، وهو الضيق والجهد( {[10855]} ) . قال ابن عباس : في السراء والضراء في اليسر ، والعسر( {[10856]} ) .
( وَالكَاظِمِينَ( {[10857]} ) الغَيْظَ( {[10858]} ) ) أي : الذين يتجرعون غيظهم عند امتلاء أنفسهم . وقيل( {[10859]} ) الكظم : الحبس ، فمعناه : والحابسين غيظهم ( وَالعَافِينَ ) أي : الصافحين عن جنايات الناس وذنوبهم وهم على الانتقام قادرون .
قال أبو العالية : ( عَنِ النَّاسِ ) أي : عن المماليك( {[10860]} ) .
وقال النبي صلى الله عليه وسلم : " من كظم غيظاً ، وهو يقدر على إنفاذه ملأه الله أمناً وإيماناً " ( {[10861]} ) وقال ابن عباس : هذا كقوله : ( وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ )( {[10862]} ) ( وَالعَافِينَ عَنِ النَّاسِ ) مثل قوله :
( وَلاَ يَاتَلِ أُوْلُوا الفَضْلِ مِنكُمْ ) . . . إلى قوله : ( أَلاَ تُحِبُّونَ أَنْ يَّغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ )( {[10863]} ) الآية( {[10864]} ) .
وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " ما تجرع عبد جرعة خير له من جرعة غيظ " ( {[10865]} ) .
وقال " أفضل أخلاق المسلمين العفو " ( {[10866]} ) .
( وَاللَّهُ يُحِبُّ المُحْسِنِينَ ) أي : يحب من عمل بهذه الصفات . وعن الحسن أنه قال : ( وَالكَاظِمِينَ الغَيْظَ ) عن الأرقاء ( وَالعَافِينَ عَنِ النَّاسِ ) إذا ما جهلوا عليهم( {[10867]} ) .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.