فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٖ} (4)

{ وإنك لعلى خلق عظيم ( 4 ) }

كرم الله تعالى رسوله ، تمت كلمة ربنا صدقا وعدلا .

إن خاتم النبيين على درجة من الخلق كمله ربه بها ، فهو يحتمل ما لا يحتمله أولوا العزم في سبيل دعوة الحق وهداية الخلق ، فوق ما جمله به مولاه من مكارم الأخلاق .

في صحيح الإمام مسلم عن عائشة رضي الله عنها : إن خلقه كان القرآن . حتى صار امتثال القرآن- أمرا أو نهيا- سجية له ، فمهما أمره القرآن فعله ، ومهما نهاه عنه تركه .

ومما في الصحيحين – صحيح البخاري ومسلم- عن أنس قال : خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر سنين فما قال لي أف قط ، ولا قال لشيء فعلته لم فعلته ؟ ولا لشيء لم أفعله ألا فعلته ؟ وكان صلى الله عليه وسلم أحسن الناس خلقا ؛ وبهذا أمرنا{[7488]} .


[7488]:- مما روى الترمذي عن أبي ذر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: (وخالق الناس بخلق حسن)، ومما روى عن أبي الدرداء عن النبي عليه الصلاة والسلام: (ما شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من خلق حسن) وكلا الحديثين حسن صحيح.