{ وإنك لعلى خلق عظيم } والخلق ملكة نفسانية يقدر معها على الإتيان بالفعل الجميل بمواتاة وسهولة ، فإذا وصفه مع ذلك بالعظم ، وهو كونه على الوجه الأجمل والنهج الأفضل ، لم يكن خلق أحسن منه . وفيه إشارة إلى أن نعم الله تعالى كانت ظاهرة ، نفي الجنون عنه ودلالة على تكذيب الحساد ، لأن المجنون لا خلق له يحمد أو عليه يعتمد ، والنبي صلى الله عليه وسلم كان من حسن الخلق المتشابه بحيث كان مجمع أخلاق سائر الأنبياء ، وكان يوجد فيه ما كان متفرقاً فيهم ، وإليه الإشارة بقوله : { فبهداهم اقتده } [ الأنعام :90 ] أي اقتد بكل منهم فيما اختص به من الخلق الكريم ، وفي قوله { لعلى } إشارة إلى أنه مستول على أحسن الأخلاق الفاضلة ، لا يزعه عنها وازع . قال سعيد بن هشام : قلت لعائشة : أخبريني عن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قالت : كان خلقه القرآن . وفي رواية : قرأت { قد أفلح المؤمنون } [ المؤمنون :1 ] وعن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت : ما كان أحد أحسن خلقاً من رسول الله ، ما دعاه أحد من أصحابه ولا من أهل بيته إلا قال : لبيك . وقال أنس : خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر سنين ، فما قال لي في شيء فعلته لمَ فعلته ، ولا في شيء لم أفعله هلا فعلت .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.