محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٖ} (4)

{ وإنك لعلى خلق عظيم } قال ابن جرير{[7192]} أي أدب عظيم وذلك أدب القرآن الذي أدبه الله به وهو الإسلام وشرائعه .

قالت عائشة {[7193]} " كان خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم القرآن " أي كما هو في القرآن .

قال الرازي وهذا كالتفسير لقوله : { بنعمة ربك } والدلالة القاطعة على براءته مما رمي به ، لأن الأخلاق الحميدة والأفعال المرضية والفصاحة التامة ، والعقل الكامل والبراءة من كل عيب ، والاتصاف بكل مكرمة كانت ظاهرة منه ، وإذا كانت ظاهرة محسوسة فوجودها ينافي حصول الجنون ، فكذب من أضافه إليه وضل ، بل هو الأحرى بأن يرمى بما قذف به .


[7192]:انظر الصفحة رقم 18 من الجزء التاسع والعشرين (طبعة الحلبي الثانية).
[7193]:أخرجه مسلم في 6- كتاب صلاة المسافرين حديث رقم 139 (طبعتنا) وهو حديث طويل جم الفوائد.