الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{وَلَا تُفۡسِدُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ بَعۡدَ إِصۡلَٰحِهَا وَٱدۡعُوهُ خَوۡفٗا وَطَمَعًاۚ إِنَّ رَحۡمَتَ ٱللَّهِ قَرِيبٞ مِّنَ ٱلۡمُحۡسِنِينَ} (56)

أخرج ابن أبي حاتم عن أبي صالح في قوله { ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها } قال : بعدما أصلحها الأنبياء وأصحابهم .

وأخرج أبو الشيخ عن أبي بكر بن عياش . أنه سئل عن قوله { ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها } فقال : إن الله بعث محمداً إلى أهل الأرض وهم في فساد فأصلحهم الله بمحمد صلى الله عليه وسلم ، فمن دعا إلى خلاف ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم فهو من المفسدين في الأرض .

وأخرج أبو الشيخ عن أبي سنان في قوله { ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها } قال : أحللت حلالي ، وحرمت حرامي ، وحددت حدودي ، فلا تعتدوها .

وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس { وادعوه خوفاً وطمعاً } قال : خوفاً منه ، وطمعاً لما عنده { إن رحمة الله قريب من المحسنين } يعني من المؤمنين ، ومن لم يؤمن بالله فهو من المفسدين .

وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مطر الوراق قال : تنجزوا موعود الله بطاعة الله ، فإنه قضى إن رحمته قريب من المحسنين .