{ وَيُسَبّحُ الرعد بِحَمْدِهِ } أي : يسبح الرعد نفسه بحمد الله أي : متلبساً بحمده ، وليس هذا بمستبعد ، ولا مانع من أن ينطقه الله بذلك { وَإِن مّن شَي إِلاَّ يُسَبّحُ بِحَمْدَهِ } [ الإسراء : 44 ] . وأما على تفسير الرعد بملك من الملائكة فلا استبعاد في ذلك ، ويكون ذكره على الإفراد مع ذكر الملائكة بعده لمزيد خصوصية له ، وعناية به ، وقيل : المراد : ويسبح سامعو الرعد ، أي يقولون : سبحان الله والحمد لله { والملائكة مِنْ خِيفَتِهِ } أي : ويسبح الملائكة من خيفة الله سبحانه . وقيل : من خيفة الرعد . وقد ذكر جماعة من المفسرين أن هؤلاء الملائكة هم أعوان الرعد . وأن الله سبحانه جعل له أعواناً { وَيُرْسِلُ الصواعق فَيُصِيبُ بِهَا مَن يَشَاء } من خلقه فيهلكه ، وسياق هذه الأمور هنا للغرض الذي سيقت له الآيات التي قبلها ، وهي الدلالة على كمال قدرته { وَهُمْ يجادلون فِي الله } الضمير راجع إلى الكفار ، المخاطبين في قوله : { هُوَ الذي يُرِيكُمُ البرق } أي : وهؤلاء الكفرة مع هذه الآيات التي أراهم الله يجادلون في شأن الله سبحانه فينكرون البعث تارة ، ويستعجلون العذاب أخرى ، ويكذبون الرسل ويعصون الله ، وهذه الجملة في محل نصب على الحال ، ويجوز أن تكون مستأنفة { وَهُوَ شَدِيدُ المحال } قال ابن الأعرابي : المحال المكر ، والمكر من الله : التدبير بالحق . وقال النحاس : المكر من الله إيصال المكروه إلى من يستحقه من حيث لا يشعر . وقال الأزهري : المحال : القوة والشدة ، والميم أصلية ، وما حلت فلاناً محالاً أينا أشد . وقال أبو عبيد : المحال : العقوبة والمكروه . قال الزجاج : يقال ما حلته محالاً : إذا قاويته حتى يتبين أيكما أشد ، والمحْلُ في اللغة : الشدة . وقال ابن قتيبة : أي شديد الكيد ، وأصله من الحيلة جعل الميم كميم المكان ، وأصله من الكون ، ثم يقال : تمكنت . قال الأزهري : غلط ابن قتيبة أن الميم فيه زائدة ، بل هي أصلية . وإذا رأيت الحرف على مثال فعال أوله ميم مكسورة فهي أصلية ، مثل مهاد وملاك ومراس وغير ذلك من الحروف . وقرأ الأعرج «وهو شديد المحال » بفتح الميم . وقد فسرت هذه القراءة بالحول .
وللصحابة والتابعين في تفسير المحال هنا أقوال ثمانية : الأول : العداوة . الثاني الحول . الثالث الأخذ . الرابع : الحقد . الخامس : القوة . السادس : الغضب . السابع : الهلاك . الثامن : الحيلة .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.