{ الله يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أنثى } الجملة مستأنفة مسوقة لبيان إحاطته بالعلم سبحانه ، وعلمه بالغيب الذي هذه الأمور المذكورة منه ، قيل : ويجوز أن يكون الاسم الشريف خبراً لمبتدأ محذوف ، أي : ولكل قوم هاد وهو الله ، وجملة { يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أنثى } تفسير [ هاد ] على الوجه الأخير ، وهذا بعيد جداً ، و " ما " موصولة ، أي : يعلم الذي تحمله كل أنثى في بطنها من علقة ، أو مضغة ، أو ذكر ، أو أنثى ، أو صبيح ، أو قبيح ، أو سعيد ، أو شقي . ويجوز أن تكون استفهامية ، أيّ : يعلم أي شيء في بطنها ، وعلى أيّ حال هو . ويجوز أن تكون مصدرية أي : يعلم حملها { وَمَا تَغِيضُ الأرحام وَمَا تَزْدَادُ } الغيض : النقص ، أي : يعلم الذي تغيضه الأرحام ، أي : تنقصه ، ويعلم ما تزداده . فقيل : المراد نقص خلقة الحمل وزيادته كنقص إصبع أو زيادتها . وقيل : إن المراد نقص مدّة الحمل على تسعة أشهر ، أو زيادتها ، وقيل . إذا حاضت المرأة في حال حملها كان ذلك نقصاً في ولدها ؛ وقيل : الغيض : ما تنقصه الأرحام من الدم ، والزيادة ما تزداده منه ، و «ما » في { ما تغيض } { وما تزداد } تحتمل الثلاثة الوجوه المتقدّمة في { ما تحمل كل أنثى } { وَكُلُّ شَيء عِندَهُ بِمِقْدَارٍ } أي : كل شيء من الأشياء التي من جملتها الأشياء المذكورة عند الله سبحانه بمقدار ، والمقدار : القدر الذي قدّره الله . وهو معنى قوله سبحانه : { إِنَّا كُلَّ شَيء خلقناه بِقَدَرٍ } [ القمر : 49 ] أي : كل الأشياء عند الله سبحانه جارية على قدره الذي قد سبق وفرغ منه ، لا يخرج عن ذلك شيء .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.