فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{لَوۡ أَرَدۡنَآ أَن نَّتَّخِذَ لَهۡوٗا لَّٱتَّخَذۡنَٰهُ مِن لَّدُنَّآ إِن كُنَّا فَٰعِلِينَ} (17)

{ لَوْ أَرَدْنَا أَن نَتَّخِذَ لَهْواً } اللهو : ما يتلهى به ، قيل : اللهو : الزوجة والولد . وقيل : الزوجة فقط . وقيل : الولد فقط . قال الجوهري : قد [ يكنّى ] باللهو عن الجماع ، يدل على ما قاله قول امرئ القيس :

ألا زعمت بسباسة اليوم أنني *** كبرت وألا يحسن اللهو أمثالي

ومنه قول الآخر :

وفيهنّ ملهى للصديق ومنظر *** . . .

والجملة مستأنفة لتقرير مضمون ما قبلها ، وجواب " لو " قوله : { لاتخذناه مِن لَدُنَّا } أي من عندنا ومن جهة قدرتنا لا من عندكم . قال المفسرون أي من الحور العين ، وفي هذا رد على من قال بإضافة الصاحبة والولد إلى الله ، تعالى عن ذلك علوّاً كبيراً . وقيل : أراد الردّ على من قال : الأصنام أو الملائكة بنات الله . وقال ابن قتيبة : الآية ردٌّ على النصارى . { إِن كُنَّا فاعلين } قال الواحدي : قال المفسرون : ما كنا فاعلين . قال الفراء والمبرد والزجاج : يجوز «أن » تكون «إن » للنفي كما ذكره المفسرون ، أي ما فعلنا ذلك ولم نتخذ صاحبة ولا ولداً ؛ ويجوز أن تكون للشرط ، أي إن كنا ممن يفعل ذلك لاتخذناه من لدنا . قال الفراء : وهذا أشبه الوجهين بمذهب العربية .

/خ25