قوله : { هَا أَنتُمْ أُوْلاء } جملة مصدرة بحرف التنبيه ، أي : أنتم أولاء الخاطئون في موالاتهم ، ثم بين خطأهم بتلك الموالاة بهذه الجملة التذييلية . فقال { تُحِبُّونَهُمْ وَلاَ يُحِبُّونَكُمْ } ، وقيل : إن قوله : { تُحِبُّونَهُمْ } خبر ثان لقوله { أنتم } ، وقيل : إن أولاء موصول ، و { تحبونهم } صلته أي : تحبونهم لما أظهروا لكم الإيمان ، أو لما بينكم ، وبينهم من القرابة : { وَلاَ يُحِبُّونَكُمْ } لما قد استحكم في صدورهم من الغيظ والحسد . قوله : { وَتُؤْمِنُونَ بالكتاب كُلّهِ } أي : بجنس الكتاب جميعاً ، ومحل الجملة النصب على الحال ، أي : لا يحبونكم ، والحال أنكم مؤمنون بكتب الله سبحانه التي من جملتها كتابهم ، فما بالكم تحبونهم ، وهم لا يؤمنون بكتابكم . وفيه توبيخ لهم شديد ، لأن من بيده الحق أحق بالصلابة ، والشدّة ممن هو على الباطل { وإذا لقوكم قالوا آمنا } نفاقاً وتقية { وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الأنامل مِنَ الغيظ } تأسفاً ، وتحسراً ، حيث عجزوا عن الانتقام منكم ، والعرب تصف المغتاظ ، والنادم بعضّ الأنامل ، والبنان ، ثم أمره الله سبحانه بأن يدعو عليهم ، فقال : { قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ } وهو يتضمن استمرار غيظهم ما داموا في الحياة حتى يأتيهم الموت ، وهم عليه ، ثم قال : { إِنَّ الله عَلِيمٌ بِذَاتِ الصدور } فهو يعلم ما في صدوركم ، وصدورهم ، والمراد بذات الصدور : الخواطر القائمة بها ، وهو كلام داخل تحت قوله : { قُلْ } فهو من جملة المقول .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.