السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{فَإِذَا قَضَيۡتُمُ ٱلصَّلَوٰةَ فَٱذۡكُرُواْ ٱللَّهَ قِيَٰمٗا وَقُعُودٗا وَعَلَىٰ جُنُوبِكُمۡۚ فَإِذَا ٱطۡمَأۡنَنتُمۡ فَأَقِيمُواْ ٱلصَّلَوٰةَۚ إِنَّ ٱلصَّلَوٰةَ كَانَتۡ عَلَى ٱلۡمُؤۡمِنِينَ كِتَٰبٗا مَّوۡقُوتٗا} (103)

{ فإذا قضيتم الصلاة } أي : فرغتم من فعلها وأدّيتموها على حالة الخوف أو غيرها { فاذكروا الله } أي : بالتهليل والتسبيح والتحميد والتمجيد { قياماً وقعوداً وعلى جنوبكم } أي : مضطجعين أي : اذكروه في كل حال ، وعن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت : ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر الله على كل أحيانه ) وقيل : صلوا قياماً في حال الصحة وقعوداً في حال المرض وعلى جنوبكم عند الحرج والزمانة { فإذا اطمأننتم } أي : أمنتم بما كنتم فيه من الخوف { فأقيموا الصلاة } أي : أدّوها بحقوقها على الحالة التي كنتم تفعلونها قبل الخوف { إنّ الصلاة كانت على المؤمنين كتاباً } أي : مكتوباً أي : مفروضاً { موقوتاً } أي : مقدّراً وقتها لا تؤخر عنه ولا تقدّم عليه ، قال صلى الله عليه وسلم : ( أمني جبريل عند البيت مرّتين فصلى بي الظهر حين زالت الشمس ، والعصر حين كان ظله أي الشيء مثله ، والمغرب حين أفطر الصائم أي : دخل وقت إفطاره ، والعشاء حين غاب الشفق الأحمر ، والفجر حين حرم الطعام والشراب على الصائم ، فلما كان الغد صلى بي الظهر حين كان ظله مثله والعصر حين كان ظله مثله ، والمغرب حين أفطر الصائم والعشاء إلى ثلث الليل ، والفجر فأسفر وقال : هذا وقت الأنبياء من قبلك ) ، رواه أبو داود وغيره وصححه الحاكم وغيره ، وقوله صلى الله عليه وسلم «فصلى الظهر حين صار ظله مثله » أي : فرغ منها حينئذٍ كما شرع في العصر في اليوم الأوّل حينئذٍ قاله الشافعيّ رضي الله تعالى عنه نافياً به إشتراكهما في وقت ويدل له خبر مسلم وقت الظهر إذا زالت الشمس ما لم يحضر العصر .