السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{مَا قُلۡتُ لَهُمۡ إِلَّا مَآ أَمَرۡتَنِي بِهِۦٓ أَنِ ٱعۡبُدُواْ ٱللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمۡۚ وَكُنتُ عَلَيۡهِمۡ شَهِيدٗا مَّا دُمۡتُ فِيهِمۡۖ فَلَمَّا تَوَفَّيۡتَنِي كُنتَ أَنتَ ٱلرَّقِيبَ عَلَيۡهِمۡۚ وَأَنتَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ شَهِيدٌ} (117)

{ ما قلت لهم إلا ما أمرتني به } وهو { أن اعبدوا الله ربي وربكم } أي : فأنا وإياهم في العبودية سواء { وكنت عليهم شهيداً } أي : رقيباً أمنعهم مما يقولون { ما دمت فيهم فلما توفيتني } بالرفع إلى السماء لقوله تعالى : { إني متوفيك ورافعك إليّ } ( آل عمران ، 55 ) والتوفّي أخذ الشيء وافياً والموت نوع منه قال الله تعالى : { الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها } ( الزمر ، 42 ) { كنت أنت الرقيب } أي : الحفيظ { عليهم } أي : لأعمالهم { وأنت على كل شيء } من قولي وقولهم وغير ذلك { شهيد } أي : مطلع عالم به .