السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{قُلۡ هُوَ ٱلرَّحۡمَٰنُ ءَامَنَّا بِهِۦ وَعَلَيۡهِ تَوَكَّلۡنَاۖ فَسَتَعۡلَمُونَ مَنۡ هُوَ فِي ضَلَٰلٖ مُّبِينٖ} (29)

{ قل } أي : يا خير الخلق { هو } أي : الله وحده { الرحمن } أي : الشامل الرحمة { آمنا به } أي : أنا ومن معي { وعليه } أي : وحده { توكلنا } أي : لأنه لا شيء في يد غيره ، وإلا لرحم من يريد عذابه أو عذب من يريد رحمته ، فكل ما جرى على أيدي خلقه من رحمة أو نقمة ، فهو الذي أجراه ، لأنه الفاعل بالذات المستجمع لما يليق به من الصفات ، فنحن نرجو خيره ولا نخاف غيره . { فستعلمون } أي عند معاينة العذاب عما قليل ، بوعد لا خلف فيه { من هو في ضلال مبين } أي : بين أنحن أم أنتم ، وقرأ الكسائي بعد السين بياء الغيبة ، نظراً إلى قول الكافرين ، والباقون بتاء الخطاب إما على الوعيد ، وإما على الالتفات من الغيبة المرادة في قراءة الكسائي ، وهو تهديد لهم .