{ وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ المؤمنين اقتتلوا } أي تقاتلُوا والجمعُ باعتبارِ المَعْنى { فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا } بالنُّصحِ والدعاءِ إلى حُكمِ الله تعالى { فَإِن بَغَتْ } أي تعدتْ { إِحْدَاهُمَا على الأخرى } وَلَمْ تتأثرْ بالنصيحةِ { فقاتلوا التي تَبْغِي حتى تَفيء } أيْ ترجعَ { إلى أَمْرِ الله } إِلى حُكمهِ أوْ إلى مَا أمرَ بهِ { فَإِن فَاءتْ } إليهِ وأقلعتْ عن القتالِ حذاراً من قتالِكم { فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بالعدل } بفصلِ ما بينَهما على حُكمِ الله تَعالى ولا تكتفُوا بمجردِ متاركتهِما عَسى يكونُ بينَهما قتالٌ في وقتٍ آخرَ ، وتقييدُ الإصلاحِ بالعدلِ لأنَّه مظِنةُ الحيفِ لوقوعِه بعدَ المقاتلةِ وقدْ أكَّد ذلكَ حيثُ قيلَ : { وَأَقْسِطُوا } أيْ واعدلُوا في كُلِّ ما تأتونَ وما تذرونَ { إِنَّ الله يُحِبُّ المقسطين } فيجازيهُم أحسنَ الجزاءِ والآيةُ نزلتْ في قتالٍ حدثَ بينَ الأوسِ والخزرجِ في عهدِه عليهِ الصلاةُ والسلامُ بالسَعَفِ{[741]} والنعالِ ، وفيهَا دلالةً على أنَّ الباغيَ لا يخرجُ بالبغِي عنِ الإيمانِ وأنَّه إذَا أمسكَ عنِ الحربِ تُركَ لأنَّه فيءٌ إلى أمرِ الله تعَالى وأنه يجبُ معاونةُ منْ بُغيَ عليهِ بعدَ تقديمِ النُّصحِ والسعْيِ في المصالحةِ .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.