تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل  
{وَإِن طَآئِفَتَانِ مِنَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ ٱقۡتَتَلُواْ فَأَصۡلِحُواْ بَيۡنَهُمَاۖ فَإِنۢ بَغَتۡ إِحۡدَىٰهُمَا عَلَى ٱلۡأُخۡرَىٰ فَقَٰتِلُواْ ٱلَّتِي تَبۡغِي حَتَّىٰ تَفِيٓءَ إِلَىٰٓ أَمۡرِ ٱللَّهِۚ فَإِن فَآءَتۡ فَأَصۡلِحُواْ بَيۡنَهُمَا بِٱلۡعَدۡلِ وَأَقۡسِطُوٓاْۖ إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلۡمُقۡسِطِينَ} (9)

قوله :{ وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا } وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم وقف على حمار لع يقال له : يعفور ، فبال الحمار ، فقال عبد الله بن أبي للنبي : خل للناس مسيل الريح من نتن هذا الحمار ، ثم قال : أف وأمسك بأنفه ، فشق على النبي صلى الله عليه وسلم قوله ، فانصرف النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال عبد الله بن أبي رواحة : ألا أراك أمسكت على أنفك من بول حماره ، والله لهو أطيب ريح عرض منك ، فلجا في القول فاجتمع قوم ضرب النعال والأيدي والسعف ، فرجع النبي صلى الله عليه وسلم إليهم فأصلح بينهم ، فأنزل الله تعالى :{ وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا } يعني الأوس والخزرج اقتتلوا . { فأصلحوا بينهما } بكتاب الله عز وجل ، فإن كره بعضهم الصلح .

قال الله :{ فإن بغت إحداهما على الأخرى } ولم ترجع إلى الصلح { فقاتلوا التي تبغي } بالسيف ، يعني التي لم ترجع { حتى تفئ إلى أمر الله } يعني حتى ترجع إلى الصلح الذي أمره { فإن فاءت } يعني فإن رجعت إلى الصلح { فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا } يعني وأعدلوا { إن الله يحب المقسطين } آية يعني الذين يعدلون بين الناس .