قوله : { وإن طائفتين من المؤمنين اقتتلوا } إلى قوله : { تواب رحيم } الآيات [ 9-12 ] .
طائفتان عند البصريين/رفع بفعلهم ، والتقدير : وإن اقتتل طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما {[64366]} .
وهما رفع بالابتداء عند الكوفيين ، والخبر : اقتتلوا {[64367]} ، وله نظائر ( كثيرة في القرآن {[64368]} ) وقد تقدم ذكرها ، وسيأتي {[64369]} نظائرها فيما بعد إن شاء الله والمعنى : أصلحوا بينهما أيها المؤمنون بالدعاء إلى كتاب {[64370]} الله وسنة رسوله .
{ فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله } .
أي : فإن أبت إحداهما الرضا بحكم الله عز وجل {[64371]} وحكم رسوله {[64372]} فقاتلوا الفئة التي أبت وبغت حتى ترجع إلى أمر الله {[64373]} ، فإن رجعت الباغية إلى حكم الله بعد قتالكم إياها ، فأصلحوا بينها وبين الطائفة الأخرى بالإنصاف والعدل بينهما قال ابن زيد لا يقاتل الفئة الباغية إلا الولاة {[64374]} .
وروي أن هذه الآية نزلت في طائفتين من الأوس والخزرج اقتتلا في أمر تنازعا فيه {[64375]} .
وروي عن أنس أنه قال : قيل للنبي عليه السلام {[64376]} لو أتيت عبد الله {[64377]} بن أبي ، قال : فانطلق النبي صلى الله عليه وسلم {[64378]} إليه وركب حمارا وانطلق معه المسلمون ، فلما أتاه النبي صلى الله عليه وسلم {[64379]} قال عبد الله المنافق : إليك عني ، فوالله لقد آتاني نتن حمارك ، فقال رجل من الأنصار : والله لحمار رسول الله صلى الله عليه وسلم أطيب ريحا منك فغضب لعبد الله بن أبي رجل من قومه فرد عليه {[64380]}وغضب لكل واحد منهما أصحابه فكان بينهما {[64381]} ضرب بالجريد والأيدي والنعال فنزلت هذه الآية فيهم {[64382]} .
وقال السدي : كانت امرأة {[64383]} من الأنصار يقال : لها أم زيد {[64384]} تحت رجل من غيرهم فكان بينها وبين زوجها خصومة ، فبلغ قومها فجاؤوا وجاء قومه ، فاقتتلوا بالأيدي [ وبالنعال ] {[64385]} ، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم {[64386]} فجاء ليصلح بينهم فنزل القرآن في ذلك {[64387]} .
وعن قتادة أنه قال : ذكر لنا أنها نزلت في رجلين من الأنصار كانت بينهما ، خصومة وكان أحدهما أكثر عشيرة من الآخر فأبى أن يحاكمه إلى النبي صلى الله عليه وسلم فتدافعا وتقاتلا بالأيدي والنعال فنزلت الآية فيهما {[64388]} .
قوله {[64389]} : { وأقسطوا إن الله يحب المقسطين } .
[ أي : أعدلوا في حكمكم بينهم إن الله يحب المقسطين ] {[64390]} العادلين في أحكامهم . يقال قسط الرجل : إذا جار ، وأقسط إذا عدل {[64391]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.