قوله : { وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ المؤمنين اقتتلوا } قرأ الجمهور { اقتتلوا } باعتبار كل فرد من أفراد الطائفتين كقوله : { هذان خَصْمَانِ اختصموا } [ الحج : 19 ] والضمير في قوله : { بَيْنَهُمَا } عائد إلى الطائفتين باعتبار اللفظ . وقرأ ابن أبي عبلة : ( اقتتلتا ) اعتباراً بلفظ طائفتان ، وقرأ زيد بن عليّ ، وعبيد بن عمير : ( اقتتلا ) وتذكير الفعل في هذه القراءة باعتبار الفريقين أو الرهطين . والبغي : التعدّي بغير حق والامتناع من الصلح الموافق للصواب ، والفيء : الرجوع . والمعنى : أنه إذا تقاتل فريقان من المسلمين ، فعلى المسلمين أن يسعوا بالصلح بينهم ، ويدعوهم إلى حكم الله ، فإن حصل بعد ذلك التعدّي من إحدى الطائفتين على الأخرى ولم تقبل الصلح ولا دخلت فيه كان على المسلمين أن يقاتلوا هذه الطائفة الباغية حتى ترجع إلى أمر الله وحكمه ، فإن رجعت تلك الطائفة الباغية عن بغيها وأجابت الدعوة إلى كتاب الله وحكمه ، فعلى المسلمين أن يعدلوا بين الطائفتين في الحكم ، ويتحرّوا الصواب المطابق لحكم الله ، ويأخذوا على يد الطائفة الظالمة حتى تخرج من الظلم ، وتؤدّي ما يجب عليها للأخرى . ثم أمر الله سبحانه المسلمين أن يعدلوا في كل أمورهم بعد أمرهم بهذا العدل الخاص بالطائفتين المقتتلتين فقال : { وَأَقْسِطُواْ إِنَّ الله يُحِبُّ المقسطين } أي واعدلوا إن الله يحب العادلين ، ومحبته لهم تستلزم مجازاتهم بأحسن الجزاء . قال الحسن وقتادة والسديّ : { فَأَصْلِحُواْ بَيْنَهُمَا } بالدعاء إلى حكم كتاب الله ، والرضى بما فيه لهما وعليهما { فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا } وطلبت ما ليس لها ولم ترجع إلى الصلح { فقاتلوا التي تَبْغِي } حتى ترجع إلى طاعة الله والصلح الذي أمر الله به .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.