التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{وَإِن طَآئِفَتَانِ مِنَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ ٱقۡتَتَلُواْ فَأَصۡلِحُواْ بَيۡنَهُمَاۖ فَإِنۢ بَغَتۡ إِحۡدَىٰهُمَا عَلَى ٱلۡأُخۡرَىٰ فَقَٰتِلُواْ ٱلَّتِي تَبۡغِي حَتَّىٰ تَفِيٓءَ إِلَىٰٓ أَمۡرِ ٱللَّهِۚ فَإِن فَآءَتۡ فَأَصۡلِحُواْ بَيۡنَهُمَا بِٱلۡعَدۡلِ وَأَقۡسِطُوٓاْۖ إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلۡمُقۡسِطِينَ} (9)

قوله تعالى { وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغتْ إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتّى تفيءَ إلى أمر اللّه فإن فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا إنّ الله يحبّ المقسطين } .

قال مسلم : حدثنا محمد بن عبد الأعلى القيسي . حدثنا المعتمر عن أبيه ، عن أنس بن مالك . قال : قيل للنبي صلى الله عليه وسلم : لو أتيتَ عبد الله بن أبيّ ؟ قال : فانطلق إليه . وركب حمارا . وانطلق المسلمون . وهي أرض سبخة . فلمّا أتاه النبي صلى الله عليه وسلم قال : إليك عنّي . فوالله  ! لقد آذاني نتن حمارك . قال : فقال رجل من الأنصار : والله  ! لحمار رسول الله صلى الله عليه وسلم أطيب ريحا منك . قال : فغضب لعبد الله رجل من قومه . قال : فغضب لكل واحد منهما أصحابه . قال : فكان بينهم ضرب بالجريد وبالأيدي وبالنعال . قال : فبلغنا أنها نزلت فيهم : { وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما } .

( صحيح مسلم 3/1424- ك الجهاد والسير ، ب في دعاء النبي صلى الله عليه وسلم وصبره على أذى المنافقين ح 1799 ) ، ( وصحيح البخار ح 2691- ك الصلح ، ب ما جاء في الإصلاح ) . أرض سبخة : هي الأرض التي تعلوها الملوحة ولا تكاد تنبت إلا بعض الشجر . ( النهاية لابن الأثير 2/333 ) .

أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس ، قوله : { وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله } فإن الله سبحانه أمر النبي صلى الله عليه وسلم والمؤمنين إذا اقتتلت طائفتان من المؤمنين أن يدعوهم إلى حكم الله ، وينصف بعضهم من بعض ، فإن أجابوا حكم فيهم بكتاب الله ، حتى ينصف المظلوم من الظالم ، فمن أبى منهم أن يجيب فهو باغ ، فحق على إمام المؤمنين أن يجاهدهم ويقاتلهم ، حتى يفيئوا إلى أمر الله ، ويقروا بحكم الله .