الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{وَإِن طَآئِفَتَانِ مِنَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ ٱقۡتَتَلُواْ فَأَصۡلِحُواْ بَيۡنَهُمَاۖ فَإِنۢ بَغَتۡ إِحۡدَىٰهُمَا عَلَى ٱلۡأُخۡرَىٰ فَقَٰتِلُواْ ٱلَّتِي تَبۡغِي حَتَّىٰ تَفِيٓءَ إِلَىٰٓ أَمۡرِ ٱللَّهِۚ فَإِن فَآءَتۡ فَأَصۡلِحُواْ بَيۡنَهُمَا بِٱلۡعَدۡلِ وَأَقۡسِطُوٓاْۖ إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلۡمُقۡسِطِينَ} (9)

قوله : { اقْتَتَلُواْ } : عائدٌ على أفراد الطائفتَيْن ، كقوله : { هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُواْ } [ الحج : 19 ] وفي " بينهما " على اللفظ . وقرأ ابن أبي عبلة " اقْتتلَتا " مراعِياً لِلَّفْظ . وزيد بن علي وعبيد بن عمير " اقتتلا " أيضاً ، إلاَّ أنه ذَكَّر الفعلَ باعتبار الفريقَيْن ، أو لأنه تأنيثٌ مجازيٌّ .

قوله : { حَتَّى تَفِيءَ } العامَّةُ على همزِه مِنْ فاء يَفيء أي : رَجَعَ كجاء يجيْء . والزهري بياءٍ مفتوحةٍ كمضارع وَفَى ، وهذا على لغةِ مَنْ يَقْصُرُ فيقول : جا ، يَجي ، دونَ همزٍ ، وحينئذ فَتَحَ الياءَ لأنها صارَتْ حرفَ الإِعراب . /