التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{وَٱتۡلُ عَلَيۡهِمۡ نَبَأَ ٱلَّذِيٓ ءَاتَيۡنَٰهُ ءَايَٰتِنَا فَٱنسَلَخَ مِنۡهَا فَأَتۡبَعَهُ ٱلشَّيۡطَٰنُ فَكَانَ مِنَ ٱلۡغَاوِينَ} (175)

قوله تعالى : واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين }

روى عبد الرزاق في تفسيره عن الثوري عن الأعمش ومنصور عن أبي الضحى عن مسروق عن ابن مسعود في قوله تعالى : { آتيناه آياتنا فانسلخ منها } قال : هو بلعم بن آبر .

( التفسير /2 243 طبعة الرشد ) ، ومن طريق عبد الرزاق أخرجه الطبري في تفسيره ( 13/253 – 254 ، رقم 15389 ) والحاكم في المستدرك ( 2/325 ) ، إلا أن عند الطبري " ابن أبر ، بضم الباء " وعند الحاكم " بلعم بن باعوراء " وأخرجه أيضا النسائي في تفسيره ( رقم 213 ) والطبري ( رقم 15381 – 15383 – 15385 – 15388 ) وابن حاتم ( الأعراف/1343 ) والطبراني في الكبير ( 9/249 رقم 9064 ) من طريق أبي الضحى بإسناده ، وابن أبي حاتم : رجل من أهل اليمن . وسكت عليه الحاكم ، وأشار الذهبي إلى أنه على شرط الشيخين ، قال الهيثمي في ( المجمع 7/25 ) : رواه الطبراني ، ورجاله رجال الصحيح . وقال محقق النسائي : صحيح موقوف ، وكذا صحح إسناده محقق ابن أبي حاتم .

قال ابن أبي حاتم : حدثنا يونس بن حبيب ، حدثنا أبو داود ، حدثنا شعبة ، أخبرني يعلى بن عطاء قال : سمعت نافع بن عاصم يقول : سمعت عبد الله بن عمرو يقول في هذه الآية { واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها } ، قال : هو أمية بن أبي الصلت الثقفي .

( التفسير : سورة الأعراف ح 1344 ) ، وأخرجه أيضا النسائي في تفسيره ( 1/508 رقم 212 ) ، والطبري في تفسيره ( 13/256 رقم 1540 – 15406 ) من طرق عن شعبة به . وأورده ابن كثير في ( تفسيره 2/265 ) من رواية شعبة بإسناده عن عبد الله بن عمرو ، ثم قال : وقد روى من غير وجه عنه ، وهو صحيح إليه . وقال الهيثمي في ( المجمع 7/25 ) : رواه الطبري ورجاله رجال الصحيح ، وقال الحافظ ابن حجر في الفتح ( 7/154 ) : وروى ابن مردويه بإسناد قوي عن عبد الله بن عمرو ابن العاص . . فذكره . قال ابن كثير : وكأنما أراد أن أمية بن أبي الصلت يشبهه ، فإنه كان قد اتصل إليه علم كثير من علم الشرائع المتقدمة ، ولكنه لم ينتفع بعلمه . . . إلى آخر كلامه رحمه الله .

أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله : { واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها } قال هو رجل من مدينة الجبارين يقال له : بلعم .

أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة : { واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها فأتبعه الشيطان } ، الآية ، هذا مثل ضربه الله لمن عرض عليه الهدى فأبى أن يقبله وتركه ، قال : وكان الحسن يقول : هو المنافق { ولو شئنا لرفعناه بها ولكنه أخلد إلى الأرض واتبع هواه فمثله كمثل الكلب إن تحمل عيه يلهث أو تتركه يلهث } ، قال : هذا مثل الكافر ميت الفؤاد .

وهذا الرأي يجمع بين الآراء السابقة .