الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{لَوۡ خَرَجُواْ فِيكُم مَّا زَادُوكُمۡ إِلَّا خَبَالٗا وَلَأَوۡضَعُواْ خِلَٰلَكُمۡ يَبۡغُونَكُمُ ٱلۡفِتۡنَةَ وَفِيكُمۡ سَمَّـٰعُونَ لَهُمۡۗ وَٱللَّهُ عَلِيمُۢ بِٱلظَّـٰلِمِينَ} (47)

وقوله سبحانه : { لَوْ خَرَجُوا فِيكُم مَّا زَادُوكُمْ إِلاَّ خَبَالاً } [ التوبة : 47 ] . الخبالُ : الفسادُ في الأشياء المؤتَلِفة ؛ كالمودات ، وبَعْضِ الأجرامِ ، { لأَوْضَعُوا } معناه : لأسرعوا السَّيْر ، و{ خلالكم } معناه : فيما بينكم .

قال ( ص ) : { خلالكم } جمع خَلَلٍ ، وهو الفُرْجَة بين الشيئين ، وانتصب على الظَّرف ب{ لأَوْضَعُوا } ، و{ يَبْغُونَكُمُ } حالٌ ، أي : باغين . انتهى . والإِيضاع : سُرْعَةُ السير ، ووقَعْتُ { لأَوْضَعُوا } بألف بَعْدَ «لا » في المصحف ، وكذلك وقعتْ في قوله : { أَوْ لأَذْبَحَنَّهُ } [ النمل : 21 ] { يَبْغُونَكُمُ الفتنة } أي : يطلبون لكم الفتْنَة ، { وَفِيكُمْ سماعون لَهُمْ } ، قال مجاهد وغيره : معناه : جواسيسُ يسمعون الأخبار ، ويَنْقُلُونها إِليهم ، وقال الجمهور : معناه : وفيكم مُطِيعُونَ سامعون لهم .