الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{قَالَ يَٰقَوۡمِ أَرَءَيۡتُمۡ إِن كُنتُ عَلَىٰ بَيِّنَةٖ مِّن رَّبِّي وَءَاتَىٰنِي رَحۡمَةٗ مِّنۡ عِندِهِۦ فَعُمِّيَتۡ عَلَيۡكُمۡ أَنُلۡزِمُكُمُوهَا وَأَنتُمۡ لَهَا كَٰرِهُونَ} (28)

قَالَ } نوح { يقَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّي وَآتَانِي رَحْمَةً } هدىً ومغفرة { مِّنْ عِندِهِ فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ } التبست واشتبهت وقرأ أهل الكوفة : فعُمّيت بضم العين وتشديد الميم ، أي اشتبهت ولبّست ومعنى الكلام : عمّيت الأبصار عن الحق ، وهذا كما يقال : دخل الخاتم في أصبعي ، والخُفّ في رجلي وإنما يدخل الأصبع في الخاتم والرجل في الخُفّ { أَنُلْزِمُكُمُوهَا } يعني البيّنة والرحمة { وَأَنتُمْ لَهَا كَارِهُونَ } لا تريدونها يعني لا يُقبل ذلك .