جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{قَالَ يَٰقَوۡمِ أَرَءَيۡتُمۡ إِن كُنتُ عَلَىٰ بَيِّنَةٖ مِّن رَّبِّي وَءَاتَىٰنِي رَحۡمَةٗ مِّنۡ عِندِهِۦ فَعُمِّيَتۡ عَلَيۡكُمۡ أَنُلۡزِمُكُمُوهَا وَأَنتُمۡ لَهَا كَٰرِهُونَ} (28)

{ قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ } أخبروني ، { إِن كُنتُ عَلَى بَيِّنَةٍ } حجة ، { مِّن رَّبِّيَ } تدل على صدق دعواي ، { وَآتَانِي رَحْمَةً } نبوة ومعرفة ، { مِّنْ عِندِهِ فَعُمِّيَتْ{[2265]} } : خفيت والتبست ، { عَلَيْكُمْ أَنُلْزِمُكُمُوهَا } نكرهكم على الاهتداء بها ، { وَأَنتُمْ لَهَا } للبينة ، { كَارِهُونَ } أو حاصله{[2266]} إن كنت على معرفة من الله تعالى ونبوة ومعجزة من عنده لكن صارت ملتبسة في عقولكم فهل أقدر على أن أجعلكم معترفين بها ، أي : لا أقدر على ذلك لكن لو تركتم العناد و تأملتم فقد عرفتم .


[2265]:وحده الضمير في عميت مع أن المرجع البينة والرحمة لأنها يرجع إلى كل منهما أو لا نسلم أنهما مرجعه؛ بل يرجع إلى البينة وخفاء البينة يستلزم خفاء الرحمة/12 منه.
[2266]:حاصل الكلام أن المساواة في البشرية لا يمتنع من حصول المفارقة في صفة النبوة والرسالة / وجيز.