الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{فَإِن لَّمۡ تَفۡعَلُواْ فَأۡذَنُواْ بِحَرۡبٖ مِّنَ ٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦۖ وَإِن تُبۡتُمۡ فَلَكُمۡ رُءُوسُ أَمۡوَٰلِكُمۡ لَا تَظۡلِمُونَ وَلَا تُظۡلَمُونَ} (279)

{ فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ } فإنّ لم تذروا ما بقي من الربا { فَأْذَنُواْ } قرأ الأعمش وعاصم وحمزة رواية أبي بكر { فَأْذَنُواْ } ممدوداً على وزن آمنوا وقرأ الباقون { فَأْذَنُواْ } مقصوراً مفتوح الذال ، وهي قرأة علي وأختيار أبي عبيد وأبي حاتم .

فمن قصر معناه : فاعلموا أنتم واسمعوا ، يقال : أذن الشيء يأذن أذناً وأذانة إذا سمعه وعلمه . قال الله : { وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ } [ الانشقاق : 2 ] . ومن مدّ معناه : فاعلموا غيركم . قال الله تعالى : { قَالُواْ آذَنَّاكَ مَا مِنَّا مِن شَهِيدٍ } [ فصلت : 47 ] .

وأصل الكلمة من الأذن أي أقعوه في الأذان . { بِحَرْبٍ مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ } سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : يقال يوم القيامة لا تأكل الربا : خذ سلاحك للحرب . وروى الوالبي عنه قال : مَنْ كان مقيماً على الربا لا ينزع عنه ، فحقّ على إمام المسلمين أن يستتيبه فإنّ نزع وإلاّ ضرب عنقه .

وقال أهل المعاني : حرب الله النار وحرب رسوله السيف { وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ لاَ تَظْلِمُونَ } بطلب الزيادة { وَلاَ تُظْلَمُونَ } النقصان عن رأس المال . وروى آبان والمفضّل عن عاصم بضم التاء الأولى وفتح الثانية .

279