الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{إِذۡ قَالَتِ ٱلۡمَلَـٰٓئِكَةُ يَٰمَرۡيَمُ إِنَّ ٱللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٖ مِّنۡهُ ٱسۡمُهُ ٱلۡمَسِيحُ عِيسَى ٱبۡنُ مَرۡيَمَ وَجِيهٗا فِي ٱلدُّنۡيَا وَٱلۡأٓخِرَةِ وَمِنَ ٱلۡمُقَرَّبِينَ} (45)

{ إِذْ قَالَتِ الْمَلائِكَةُ يمَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ } وقرأ أبو السماك وهب بن يزيد العدوي : ( بكلمة ) مكسورة الكاف مجزومة اللام في جميع القرآن ، وهي لغة فصيحة مثل كتف وفخذ .

{ اسْمُهُ } : رد كناية إلى عيسى وكذلك ذكر . وقيل : رده إلى الكلام ؛ لأن الكلمة والكلام واحد .

{ الْمَسِيحُ } : قال بعضهم : هو فعيل بمعنى المفعول يعني : أنهُ مُسِح من الأقذار وطهر .

وقيل : مُسح بالبركة .

وقيل : لأنه خرج من بطن أُمه ممسوحاً بالدهن .

وقيل : لأنه مسح القدمين لا أخمص له .

وقيل : مسحه جبرئيل بجناحهِ من الشيطان حتى لم يكن للشيطان فيه سبيل في وقت ولادته .

وقال بعضهم : هو بمعنى الفاعل مثل عليم وعالم ، وسمي ذلك لأنهُ كان يمسح المرضى فيبرأون بإذن الله .

قال الكلبي : سمي بذلك لأنه كان يمسح عين الأعمى فيبصره .

وقيل : سمي بذلك لأنه كان يسيح في الأرض يخوضها ولا يقيم في مكان ، وعلى هذا القول الميم فيه زائدة .

وقال أبو عمرو بن العلاء : المسيح الملك .

وقال أبو تميم النخعي : المسيح الصديق ، فإما هو المِسّيح بكسر الميم وتشديد السين ، وقال غيره : هذا قول لا وجه له ؛ بل الدجال مسيح أيضاً فعيل بمعنى مفعول لأنه ممسوح إحدى العينين كأنها عين طافية ، ويكون بمعنى [ السائح ] لأنه يسيح في الأرض فيطوف الأرض كلها إلاَّ مكة والمدينة وبيت المقدس .

قال الشاعر :

إنّ المسيح يقتل المسيخا

{ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهاً } : نصب على الحال ، أي شريفاً [ ذا جاه وقدر ] .

{ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ } إلى ثواب اللّه .